كشف استطلاع جديد أجرته شركة «إي واي» (EY) أن الذكاء الاصطناعي يحقق مكاسب كبيرة في الإنتاجية والنمو داخل الشركات الأميركية، من دون أن يقترن ذلك بتسريحات واسعة للعمال، خلافاً للمخاوف الشائعة.
وبيّن استطلاع «EY US AI Pulse»، الذي شمل 500 من كبار التنفيذيين وصنّاع القرار في مختلف القطاعات، أن 96 في المائة من المؤسسات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي سجلت تحسناً في الإنتاجية، بينها 57 في المائة وصفت هذه المكاسب بأنها «كبيرة». وفي المقابل، أفاد 17 في المائة فقط بأن هذه المكاسب أدت إلى تقليص عدد الموظفين.
وأظهرت النتائج أن غالبية الشركات تعيد استثمار مكاسب الإنتاجية في توسيع قدراتها، من خلال تطوير أدوات ذكاء اصطناعي جديدة، وتعزيز الأمن السيبراني، والاستثمار في البحث والتطوير، ورفع مهارات الموظفين وإعادة تأهيلهم.
وقال رئيس الاستشارات في «إي واي» في الأميركتين كولم سباركس-أوستن إن «الإنجاز الحقيقي للذكاء الاصطناعي لا يكمن في الأتمتة بحد ذاتها، بل في توسيع القدرات البشرية وتسريع الابتكار بوتيرة غير مسبوقة».
من جهته، اعتبر رئيس استشارات الذكاء الاصطناعي العالمية في EY دان دياسيو أن الشركات التي تنتقل من التركيز على الكفاءة إلى التركيز على النمو تستخدم الذكاء الاصطناعي لخلق أسواق جديدة وتحقيق ما كان يُعدّ مستحيلاً في السابق، لافتاً إلى أن المؤسسات الناجحة تعيد استثمار مكاسب اليوم لبناء أعمال المستقبل.
وأظهر الاستطلاع أيضاً علاقة مباشرة بين حجم الاستثمار والعوائد، إذ كانت الشركات التي تنفق 10 ملايين دولار أو أكثر على الذكاء الاصطناعي أكثر تحقيقاً لمكاسب إنتاجية كبيرة مقارنة بتلك التي تستثمر أقل. كما أفاد 56 في المائة من القادة الذين حققوا عائداً إيجابياً على استثمارات الذكاء الاصطناعي بتحسن ملموس في الأداء المالي.
وبناءً على هذه النتائج، تتجه الشركات إلى زيادة إنفاقها على الذكاء الاصطناعي، إذ يُتوقع أن ترتفع نسبة المؤسسات التي تخصص ربع ميزانية تكنولوجيا المعلومات أو أكثر لهذا المجال من 27 في المائة حالياً إلى 52 في المائة بحلول عام 2026، في مؤشر إلى أن الذكاء الاصطناعي بات محركاً أساسياً لقيمة الشركات ونموها المستقبلي.