مقام الشيخ عبدالله في بلدة بيت جن

تعرض مقام الشيخ عبدالله، أحد الرموز الدينية البارزة للطائفة الدرزية، لاعتداء عنيف عبر تفجير وتخريب، في بلدة بيت جن الواقعة بجبل الشيخ في ريف دمشق، وذلك يوم الأحد، وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد أن “العملية تندرج ضمن محاولات متكررة من قبل تنظيمات متشددة لتأجيج الصراع الطائفي، من خلال استهداف الرموز الدينية الخاصة بالأقليات السورية”، محذرًا من الانزلاق نحو الفتن التي تهدد وحدة النسيج الاجتماعي في البلاد.

ويُعتبر مقام الشيخ عبدالله موقعًا ذا قيمة روحية وتاريخية كبيرة لدى أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان، ويُنسب إلى أحد المتصوفة والوجهاء المعروفين في المنطقة. وقد شكّل على مدى عقود وجهة للزيارات الدينية، قبل أن يصيبه الإهمال بفعل تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.

يأتي هذا الاعتداء في ظل أجواء متوترة، خاصة بعد تصاعد أعمال العنف مؤخرًا في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب البلاد، والتي أدّت إلى مقتل 1120 شخصًا حتى يوم الأحد، وفق ما أفاد المرصد السوري. وشملت الحصيلة 427 مقاتلًا، و298 مدنيًا من الدروز، إلى جانب 354 عنصرًا من وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، و21 من أبناء العشائر.

وبعد هذا التصعيد الدموي، شهدت المدينة هدوءًا نسبيًا منذ صباح الأحد، عقب إعلان الرئاسة السورية عن وقف لإطلاق النار، تبعه انتشار لقوات الأمن الداخلي، وانسحاب جزئي للمقاتلين من بعض أحياء المحافظة.

ويحذر مراقبون من أن هذه الأحداث، بما في ذلك الاعتداء على المقامات الدينية، قد تعيد إشعال الفتنة الطائفية وتنسف جهود التهدئة في منطقة حسّاسة من الجغرافيا السورية.

البحث