كوكب الزهرة

في اكتشاف مثير، أعلن علماء أمريكيون عن أدلة جديدة تدعم وجود النشاط التكتوني على سطح كوكب الزهرة، استنادًا إلى بيانات تم جمعها بواسطة مسبار ماجلان الذي أُرسل إلى الكوكب في أوائل تسعينيات القرن الماضي. النتائج الجديدة تشير إلى أن كوكب الزهرة ربما يشهد عمليات تكتونية تحت سطحه تشكّل سطحه الحالي.

التفاصيل الرئيسية للاكتشاف:

  • النشاط التكتوني على الزهرة:
    غايل كاسيولي، الباحث في جامعة ميرلاند، أشار إلى أن العلماء قاموا بدمج بيانات الجاذبية والبيانات الطبوغرافية التي جمعها مسبار ماجلان. هذا الدمج مكنهم من رصد العمليات التكتونية تحت السطحية على الزهرة، التي كان يعتقد سابقًا أنها تفتقر إلى النشاط التكتوني المماثل لما يحدث على الأرض.
  • التيجان والزلازل:
    الباحثون اكتشفوا أن التيجان، وهي تضاريس مميزة على سطح الزهرة، قد تكون قد نشأت نتيجة حركة تكتونية قديمة. التيجان هي مناطق على سطح الزهرة تحتوي على أخاديد وحلقات مرتفعة، وتعتبر نتيجة لتيارات الصهارة التي ترتفع من الأعماق، مما يدفع الطبقات القشرية إلى أسفل. هذه الظاهرة تدل على نشاط تكتوني قديم، رغم أن الأدلة على وجود النشاط التكتوني على الزهرة لا تزال غير كافية للثبات الكامل.

التحولات المفاجئة في فهمنا لزهرة:

  • الزهرة والتكتونية:
    كانت الزهرة، على مدار العقود الماضية، تعتبر كوكبًا جهنميًا خاليًا من العمليات التكتونية، وهي فرضية كانت تشير إلى أن سطح الكوكب لا يتجدد ولا يتم تحديثه كما هو الحال على الأرض. لكن الاكتشافات الأخيرة قد تغير هذا التصور. في عام 2022، بدأ العلماء يشككون في هذا الرأي بعد اكتشافهم ثورانات بركانية حديثة على الزهرة، بالإضافة إلى دلائل على تمدد تكتوني في بعض المناطق الجبلية.
  • البيانات القديمة:
    نظرًا لغياب بعثات فضائية إلى الزهرة على مدار العقدين الأخيرين، اعتمد العلماء على البيانات القديمة التي جمعها مسبار ماجلان بين عامي 1989 و1994. وباستخدام النماذج ثلاثية الأبعاد التي تحاكي تطور سطح الزهرة وبنيته الداخلية، قام الباحثون بمحاكاة كيفية تغير سطح الكوكب في حال كان هناك نشاط تكتوني. ثم قارنوا نتائج المحاكاة بالبيانات الفعلية التي جمعها المسبار.
  • نتائج مثيرة:
    كشفت المقارنات أن العديد من التضاريس التاجية على سطح الزهرة قد تكون نتاج الصهارة التي صعدت إلى السطح، مع انزياح الصخور القشرية إلى أعماق الكوكب. من بين 25 تضاريس تاجية تم دراستها، هناك دلائل تشير إلى النشاط التكتوني، رغم أن البيانات غير دقيقة بشكل كافٍ للكشف عن هذه المؤشرات بشكل نهائي.

التأثير على فهمنا لكوكب الزهرة:

  • الزهرة في تحول مستمر: يعتبر هذا الاكتشاف من الأبحاث الرائدة التي قد تغير بشكل جذري فهمنا لزهرة، وهي الكوكب الذي يُعتقد أنه مشابه للأرض من حيث الحجم والتركيب، ولكنه يُعتبر جهنمي بسبب غلافه الجوي السام والحارق. الاكتشافات الجديدة قد تشير إلى أن الزهرة قد شهدت نوعًا من النشاط التكتوني في الماضي، مما قد يكون ساهم في تحول سطحه وتكوينه بشكل مختلف عن الأرض.

هذه النتائج تمثل خطوة كبيرة في فهمنا لطبيعة الزهرة والنشاط التكتوني الكامن تحت سطحه، وتفتح الباب أمام مزيد من الدراسات في المستقبل لفهم العمليات الجيولوجية على كواكب أخرى مشابهة للأرض.

البحث