وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، اليوم الأربعاء، المشاهد “المروعة” لمقتل فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات في غزة بأنها نتيجة “خيارات متعمدة” تهدف إلى حرمان السكان من سبل البقاء في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل.
وقال فليتشر في بيان: “يشهد العالم يومياً مشاهد مفجعة لفلسطينيين يُصابون أو يُقتلون في غزة لمجرد محاولتهم الحصول على الطعام”. وأضاف: “يوم أمس (الثلاثاء)، استقبلت المستشفيات عشرات القتلى بعد أن أعلنت القوات الإسرائيلية فتح النار. ما يحدث هو نتيجة لقرارات ممنهجة حرمت نحو مليوني إنسان من احتياجاتهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة”.
وجدد فليتشر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إجراء تحقيق مستقل في الحوادث المتكررة قرب مراكز توزيع المساعدات، مشدداً على أن “هذه ليست حوادث فردية، ويجب محاسبة المسؤولين عنها”، ومؤكداً أنه “لا ينبغي لأحد أن يضحي بحياته من أجل إطعام أطفاله”.
كما طالب بتمكين العاملين في المجال الإنساني من أداء واجبهم داخل القطاع، قائلاً: “لدينا الطواقم والخطط والإمدادات والخبرة. افتحوا المعابر جميعها. اسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية من جميع الاتجاهات، ورفعوا القيود المفروضة على نوعية وكميات المواد الإغاثية، ووقفوا العرقلة والتأخيرات، وأطلقوا سراح المحتجزين، وابدأوا بتنفيذ وقف لإطلاق النار”.
في السياق ذاته، دعت الحكومة البريطانية إلى فتح “تحقيق فوري ومستقل” في سلسلة الحوادث القاتلة التي وقعت هذا الأسبوع بالقرب من مواقع توزيع المساعدات في غزة.
وأعرب وزير شؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، عن قلقه الشديد، واصفاً مقتل فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بأنه “أمر مقلق للغاية”، وأضاف أن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة الخاصة بتوزيع المساعدات “تفتقر إلى أبسط المبادئ الإنسانية”.