حرب غزة

أكدت الأمم المتحدة أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لا يزال معلقًا منذ أكثر من شهرين، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تسمح بدخول الشاحنات المحملة بالمعونات، على الرغم من وجود إمدادات برنامج الأغذية العالمي بكميات كافية على الحدود.

وشددت الأمم المتحدة في بيانها على أن هذا المنع الإسرائيلي للمساعدات يأتي في وقت يعاني فيه سكان القطاع من عجز تام عن تحمل تكاليف الغذاء الأساسي، نتيجة للتدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

من جانبه، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تصاعد ما وصفه بـ “الموت الصامت” الذي يهدد حياة كبار السن والأطفال في قطاع غزة بشكل خاص. وأرجع المرصد هذه الكارثة الإنسانية إلى الظروف المعيشية القاتلة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها سياسة التجويع المتعمد وحرمان السكان من الرعاية الصحية، وذلك في سياق حملة إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 19 شهرًا.

وأوضح المرصد في بيان صحفي أن الحصار المشدد المفروض على غزة منذ أكثر من شهرين يخلف آثارًا مدمرة طويلة الأمد، ويؤثر بشكل خاص على الفئات الأكثر ضعفًا وهشاشة. وأشار إلى أن هذه الآثار تأتي في ظل سياسة إسرائيلية ممنهجة تسعى إلى تدمير مقومات الحياة في القطاع ومنع وصول أي بدائل للبقاء على قيد الحياة.

ووثق المرصد وفاة 14 مسنًا فلسطينيًا خلال الأسبوع الماضي وحده، نتيجة لمضاعفات الجوع وسوء التغذية والنقص الحاد في الرعاية الطبية. وأشار إلى أن هذه الأوضاع قد تفاقمت بشكل كبير منذ الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية منذ شهر مارس الماضي.

ودعا المرصد جميع دول العالم إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة. وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير فعلية لحماية المدنيين، وخاصة كبار السن والأطفال الذين هم الأكثر عرضة للخطر.

وأكد المرصد على أن رفع الحصار بشكل كامل وفوري هو السبيل الوحيد لوقف التدهور الإنساني المتسارع في غزة وضمان التدفق المستمر للمساعدات الإنسانية الضرورية. وحذر من أن أي تأخير في اتخاذ هذه الخطوات سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق، وسيُبقي أكثر من مليوني إنسان في غزة رهائن للجوع والمرض والعطش.

البحث