دفن جندي أميركي (صورة تعبيرية)

بعد سنوات من الانسحاب الأميركي من أفغانستان، والهجوم الذي أودى بحياة 13 جنديًا أميركيًا عند بوابة مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تطور جديد في القضية.

في خطاب ألقاه أمام الكونغرس اليوم الأربعاء، أكد ترامب أن الولايات المتحدة تمكنت من القبض على أحد القادة البارزين المسؤولين عن الهجوم الإرهابي في مطار كابول. وأضاف أن المقبوض عليه نُقل إلى واشنطن لمواجهة العدالة، مشيرًا إلى أنه سيخضع لمحاكمة سريعة وحاسمة.

وخلال خطابه، استذكر الجنود الأميركيين الذين قُتلوا خلال تفجير 2021، واصفًا الانسحاب الأميركي من أفغانستان، الذي جرى خلال إدارة جو بايدن، بأنه كان كارثيًا وغير منظم، قائلاً إنه ربما كان “أكثر اللحظات إحراجًا في تاريخ البلاد”. كما أعرب عن ارتياحه لنجاح إدارته في القبض على المسؤول عن تلك العملية، مؤكدًا أن المتهم في طريقه إلى الولايات المتحدة للمثول أمام العدالة.

وأشاد ترامب بالدور الذي لعبته الحكومة الأفغانية في المساعدة على إلقاء القبض على المطلوب، مشيرًا إلى أن الجهود المشتركة أسفرت عن هذا النجاح الأمني.

من جهته، كشف مسؤولان أميركيان أن باكستان قامت، بناءً على معلومات استخباراتية قدمتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية، باعتقال قائد بارز في تنظيم داعش، متهم بالتخطيط لتفجير بوابة “آبي جيت” خلال عملية الإجلاء الأميركي من أفغانستان عام 2021.

وبحسب ما ذكره موقع “أكسيوس”، فإن الشخص المعتقل هو محمد شريف الله، أحد قادة فرع داعش في أفغانستان وباكستان، ويُعتقد أنه العقل المدبر للهجوم الذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أميركيًا ونحو 170 مواطنًا أفغانيًا.

وأكد مسؤول أميركي أن شريف الله، المعروف أيضًا باسم “جعفر”، يخضع حاليًا لإجراءات تسليمه إلى الولايات المتحدة بعد اعتقاله على يد أجهزة الاستخبارات الباكستانية. وأوضح أن المتهم كان هدفًا ذا قيمة عالية للمجتمع الاستخباراتي الأميركي منذ سنوات، حيث خضعت تحركاته للمراقبة المستمرة.

ووفقًا للمعلومات المتاحة، فإن وكالة المخابرات المركزية الأميركية كانت تتابع شريف الله منذ فترة، لكنها تلقت في الأيام الأخيرة معلومات دقيقة عن موقعه. وبعد تمرير هذه المعلومات إلى المخابرات الباكستانية، قامت وحدة خاصة بإلقاء القبض عليه بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية.

وفي أعقاب اعتقاله، تواصلت وكالة المخابرات المركزية ووزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي مع السلطات الباكستانية لإتمام عملية تسليمه. وأكد مسؤولون أميركيون أن هذه العملية تُعد مؤشرًا على رغبة باكستان في إعادة تعزيز التعاون الاستخباراتي مع إدارة ترامب في مجال مكافحة الإرهاب.

يُذكر أن القوات الأميركية انسحبت رسميًا من أفغانستان في 31 آب 2021، منهية بذلك أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، والتي بدأت عقب هجمات 11 أيلول 2001، واستمرت لعقدين من الزمن.

البحث