تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي تعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما، سعيًا لرفع هذه العلاقات إلى مستويات جديدة تحقق الأهداف التنموية للطرفين.
وفي إطار زيارة رسمية إلى بروكسل، التقى كل من أحمد علي الصايغ وزير الدولة، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية، مع عدد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين الجانبين. رافقهم في الزيارة وفد إماراتي ضم سعيد الهاجري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، ومحمد السهلاوي، سفير دولة الإمارات لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، وجمعة الكيت، الوكيل المساعد لشؤون التجارة الدولية بوزارة الاقتصاد.
وتعكس الزيارة، بجانب النمو المستمر للعلاقات الاقتصادية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي، رؤية الإمارات الاستشرافية التي تهدف إلى تأكيد مكانتها كوجهة رائدة في التجارة والاستثمار، من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة. ويعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات، حيث يمثل 8.3% من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات في عام 2024.
وأكد أحمد الصايغ أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية تعزيز التعاون الدولي كأفضل وسيلة لمواجهة تحديات الاقتصاد العالمي. وقال: “لطالما أدركنا أهمية بناء الشراكات التجارية والاستثمارية مع التكتلات الاقتصادية الكبرى حول العالم، خاصة مع الاتحاد الأوروبي الذي يشاركنا الرؤية حول حرية التجارة وتسهيل تدفقاتها”. وأضاف أن الاجتماعات التي عقدت في بروكسل ساعدت في تحديد مجالات التعاون التي تضمن التدفق الحر للسلع والخدمات بين الطرفين، مع التطلع إلى تعزيز هذا التعاون لضمان النمو الاقتصادي المشترك.
من جانبه، أشار الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي إلى متانة العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الاتحاد يمثل شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا للإمارات. وأوضح أن هذه العلاقات تشهد نمواً ملحوظاً، مما ينعكس في ارتفاع التبادل التجاري وتوسيع مجالات التعاون الاستراتيجي في قطاعات حيوية مثل الأمن الغذائي، وتحول الطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة.
كما ناقش الصايغ والزيودي مع ماروس سيفكوفيتش، مفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة والأمن الاقتصادي، أهم العوامل التي تدعم العلاقات التجارية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات الصناعات المتقدمة، والرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية. وبلغت التجارة غير النفطية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي 67.6 مليار دولار في 2024، بزيادة قدرها 3.6% مقارنة بالعام السابق.
كما عقد الجانبان اجتماعًا مع ماريا لويس ألبوكيركي، مفوضة الاتحاد الأوروبي للخدمات المالية، لمناقشة دور القطاع المالي في تسهيل التجارة العالمية، مع التركيز على تحسين وصول الشركات الصغيرة إلى سلاسل التوريد، وتقليل الحواجز التجارية، وتعزيز المدفوعات عبر الحدود باستخدام التقنيات المالية مثل البلوكتشين والتمويل اللامركزي.
وخلال زيارتهما، عقد الصايغ والزيودي أيضًا اجتماعات مع كبار المسؤولين البلجيكيين، مثل ماكسيم بريفو نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وثيو فرانكين وزير التجارة الخارجية، وآنيليس فيرليندن وزيرة العدل، وديفيد كلارينفال نائب رئيس الوزراء ووزير العمل والاقتصاد والزراعة، حيث تم بحث سبل تعزيز التجارة بين البلدين في قطاعات مثل الطاقة، والخدمات اللوجستية، والتصنيع، والأمن الغذائي.
كما شارك الدكتور الزيودي في جلسة نقاشية استضافها مركز السياسة الأوروبية، حيث تناولت التزام الإمارات والاتحاد الأوروبي بالتجارة الحرة القائمة على القواعد.