مدينة القاهرة

أصدر البريد المصري تحذيرًا عاجلاً للمواطنين والعملاء من حملات احتيال إلكترونية جديدة، مطالبًا بعدم التفاعل مع أي رسائل نصية عبر الهاتف المحمول أو الضغط على روابط غير موثوق بها.

تفاصيل حملات الاحتيال وتأثيرها
أوضحت هيئة البريد المصرية، التي تُعد مؤسسة مالية رئيسية تخدم حوالي 15 مليون عميل عبر أكثر من 4500 مكتب بريد، أن هذه الرسائل الوهمية تنتحل صفة جهات رسمية بهدف سرقة بيانات العملاء وحساباتهم. شددت الهيئة على ضرورة عدم مشاركة أرقام الحسابات أو البطاقات البنكية، تاريخ انتهائها، الرقم السري، أو الرقم القومي مع أي جهة غير موثوقة أو عبر الرسائل النصية، حفاظًا على سرية الحسابات.

يأتي هذا التحذير في ظل استمرار قراصنة بطاقات الحسابات البنكية في مصر في ابتكار أساليب جديدة للإيقاع بالعملاء والحصول على بياناتهم البنكية وسرقتها. وتندرج هذه التحذيرات ضمن سياق تصاعد ظاهرة الجرائم السيبرانية في مصر والمنطقة.

تصاعد الجرائم السيبرانية وجهود المواجهة
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت والهواتف المحمولة. ووفقًا لتقارير البنك المركزي المصري، ارتفعت الشكاوى المتعلقة بالاحتيال الإلكتروني بنسبة 40% خلال عامي 2023 و2024. يُعزى هذا الارتفاع إلى التوسع في استخدام الخدمات المصرفية الرقمية وانتشار تطبيقات الدفع الإلكتروني مثل “إنستاباي” و”محفظة الهاتف المحمول”، بالتزامن مع التحول الرقمي الذي تشهده مصر ضمن رؤية 2030.

تعتمد حملات الاحتيال الإلكتروني بشكل كبير على أساليب “التصيد الاحتيالي” (Phishing)، حيث يتم إرسال رسائل نصية أو بريد إلكتروني تدعي أنها من جهات رسمية (مثل البنوك أو هيئة البريد)، وتطالب المستخدمين بالنقر على روابط مزيفة أو تقديم بيانات حساسة.

في المقابل، أطلقت هيئة البريد المصرية خلال السنوات الأخيرة عدة مبادرات لتعزيز الأمن السيبراني، بما في ذلك تحديث أنظمة الحماية الإلكترونية وتدريب العاملين على رصد محاولات الاحتيال، بالإضافة إلى التعاون مع البنك المركزي المصري ووزارة الداخلية لملاحقة الجناة.

البحث