أعلام أوروبية أمام مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت

كشف البنك المركزي الأوروبي في دراسة حديثة عن توصية عاجلة للأسر الأوروبية بالاحتفاظ بكمية من النقود الورقية في منازلها، لتكون جاهزة لمواجهة الأزمات المفاجئة. وتحمل الدراسة عنواناً يحث الجمهور على «حافظ على هدوئك واحتفظ بالنقود»، مشيرة إلى أن العملة المادية توفر «فائدة نفسية وعملية مميزة» في أوقات التوتر الشديد.

وجاءت هذه التوصيات بعد تحليل أربعة أحداث كبرى شهدتها أوروبا، مثل جائحة كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، إذ شهدت كل منها ارتفاعاً كبيراً في طلب المستهلكين على النقود. وأكدت الدراسة أن النقد يُعد «عنصراً حيوياً في استعداد الدول لمواجهة الأزمات».

ووصفت الدراسة النقود بأنها «إطار احتياطي» أساسي للنظام المالي، أو ما يشبه «الإطار الإضافي للإطار المثقوب» في نظام الدفع، مشددة على أنه «لا يوجد نظام معصوم من الخطأ». وأبرزت مثالاً على ذلك انقطاع التيار الكهربائي الهائل في إسبانيا والبرتغال في أبريل الماضي، ما أجبر المتاجر على قبول المدفوعات النقدية فقط.

أما التوصيات الرسمية، فتتراوح بين الاحتفاظ بمبلغ يغطي 72 ساعة من الاحتياجات الأساسية في هولندا والنمسا وفنلندا، وبين أسبوع كامل في السويد، على أن تكون النقود من الفئات الصغيرة لتسهيل عمليات التداول عند تعطل أنظمة الدفع الرقمية.

وأشارت الدراسة إلى دوافع نفسية وأمنية وراء «اكتناز النقد»، حيث يشعر الجمهور بأن النقد مخزن موثوق للقيمة ووسيلة دفع مرنة، خصوصاً في ظل الأزمات وعدم اليقين بشأن المستقبل، كما شهد خلال جائحة كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا زيادة حادة في الطلب على النقد في الدول المجاورة.

وتأتي هذه التوصيات في إطار جهود أوروبية أوسع لإعداد المواطنين لمواجهة الأزمات، بما في ذلك الحروب، مع إرشادات رسمية لتخزين الغذاء والضروريات لمدة 72 ساعة على الأقل، وتعليمات للاستعداد لانقطاع الاتصالات والكهرباء والطقس القاسي، خصوصاً في السويد وفنلندا.

البحث