تعب مزمن

حذّرت عالمة النفس داريا سالنيكوفا من خطورة تجاهل أعراض التعب المزمن، معتبرةً أنه اضطراب حقيقي يؤثر في الجهاز المناعي، والقلب، والأوعية الدموية، والهرمونات، وهو نتيجة مباشرة للإجهاد المتواصل وعدم استقرار الجهاز العصبي.

وأكدت سالنيكوفا أن التعب المزمن ليس شعورًا عابرًا بالإرهاق، بل حالة طبية تستدعي المتابعة والعلاج، مشيرة إلى أن العلامة الأخطر للإصابة به هي اضطرابات النوم، سواء من خلال الأرق المستمر أو النعاس المفرط دون شعور بالراحة.

وقالت: “عندما ينام الشخص 12 ساعة لعدّة أيام متتالية ولا يشعر بالتحسّن، أو عندما يفشل في النوم لأسبوعين أو أكثر، فإن ذلك مؤشر على وجود خلل حقيقي”.

وأضافت أن الشعور الدائم بضعف القوة وعدم الرضا عن الذات يتطلّب مقارنة الحال بالحالة السابقة لتقييم مدى التراجع، مشددة على ضرورة التعامل مع التعب المزمن كمرض يتطلّب وقتًا للشفاء، تمامًا كأي مرض جسدي آخر.

كيف نتعامل مع التعب المزمن؟

قدّمت سالنيكوفا مجموعة من النصائح للتعامل مع هذه الحالة، منها:

الاعتراف بالحالة: التعامل مع التعب المزمن كمرض فعلي يستلزم الراحة والتعافي.

تغيير الروتين اليومي: البدء بخطوات بسيطة لتغيير نمط الحياة، ولو تطلّب ذلك جهدًا إضافيًا في البداية، خصوصًا بعد سنوات من العادات الذهنية المتكررة.

طلب الدعم: اللجوء إلى الأطباء المختصين عند الحاجة، وطلب المساعدة من المقربين، إلى جانب إمكانية استخدام الأدوية بحسب التقييم الطبي.

الصبر على النتائج: شددت سالنيكوفا على أن التغيير الحقيقي يتطلّب وقتًا، وأن التدهور المؤقت في الحالة النفسية قد يكون علامة على التقدّم نحو الشفاء وليس العكس.

الوقاية خير من العلاج

وختمت بالقول إن الوقاية من التعب المزمن تبدأ من احترام التوازن بين العمل والراحة، وتغيير النشاطات اليومية، والتناوب بين الإجهاد البدني والعقلي. فالراحة الذكية جزء من الصحة النفسية، وليست رفاهية يمكن تأجيلها.

البحث