رفض الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع اقتصادي تمهيدي مع الصين قبل قمة القادة المزمع عقدها في بكين يومي 24 و25 يوليو (تموز)، بحسب ما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز نقلاً عن مصادر مطلعة. هذا القرار يعكس تدهور العلاقات التجارية بين الطرفين، في ظل غياب أي تقدّم ملموس على صعيد النزاعات القائمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحوار عادةً ما يُمهّد لأجندة القمة، لكن الاتحاد الأوروبي لا يرى جدوى من انعقاده في ظل غياب نتائج يمكن البناء عليها، أو اتفاقات قابلة للتنفيذ على طاولة القادة. بدورها، عبّرت الصين عبر وزارة خارجيتها عن رغبتها بتعميق الحوار مع الأوروبيين “بما يعود بالنفع على الطرفين”.
وفي هذا السياق، لفت متحدث باسم المفوضية الأوروبية إلى أن تركيز الاتحاد ينصبّ حالياً على التحضير المباشر للقمة، من دون تأكيد عقد أي اجتماعات اقتصادية مسبقة.
من جهتها، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على ضرورة تنسيق المواقف بين أوروبا والولايات المتحدة لمواجهة ما وصفته بـ”الممارسات التجارية غير العادلة” من جانب الصين. وفي قمة مجموعة السبع في كندا، انتقدت فون دير لاين الرسوم الجمركية الأميركية، ووصفتها بأنها بمثابة “ضرائب” تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وتصرف الأنظار عن التحديات الجوهرية المرتبطة بالصين.
وأضافت أن الصين ترفض الالتزام بالنظام التجاري القائم على القواعد، متهمةً إياها بتقويض حقوق الملكية الفكرية ودعم صناعاتها المحلية بمساعدات ضخمة تهدف للهيمنة على الأسواق وسلاسل الإمداد العالمية. ورأت في ذلك “تشويهاً متعمداً للمنافسة” يُضرّ بالصناعات الغربية، مشيرة إلى أن أصل المشكلة يعود لانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001.
وفي موقف متوازن، أقرت فون دير لاين بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان محقاً في انتقاده للنظام التجاري الحالي، داعيةً إلى تحالف بين دول مجموعة السبع لإعادة بناء منظومة تجارية قائمة على قواعد عادلة، وتعزيز سلاسل توريد مرنة وريادة صناعية وتقنية أوسع. وذكّرت بأن اقتصادات مجموعة السبع تمثل 45% من الناتج العالمي و80% من عائدات الملكية الفكرية.
على الصعيد المالي، شهدت الأسواق الصينية تراجعاً يوم الثلاثاء، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتزايد القلق الجيوسياسي. وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.19%، فيما تراجعت مؤشرات رئيسية أخرى مثل “سي إس آي 300″، و”تشاينكست”، و”ستار 50″، في حين انخفض مؤشر “هانغ سنغ” في هونغ كونغ بنسبة 0.13%.
ويأتي هذا التراجع وسط تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي، مما دفع الرئيس الأميركي إلى مغادرة قمة مجموعة السبع قبل اختتامها، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض. هذا المناخ المتوتر زاد من عزوف المستثمرين عن المخاطرة، ودفع الطلب نحو الأصول الآمنة.
في غضون ذلك، يترقّب المستثمرون إشارات من منتدى لوجياتسوي السنوي في الصين، الذي يُنتظر أن يشكّل منصة رئيسية لعرض توجهات السياسة المالية وتدويل العملة الصينية، مع توقعات بأن يقدم الاجتماع الاقتصادي للحزب الشيوعي في يوليو مؤشرات أوضح حول التوجهات النقدية للنصف الثاني من العام.