أعلنت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، يوم الجمعة، وفاة المخرج والمنتج السينمائي البارز محمد لخضر حمينة، بالتزامن مع مرور خمسين عامًا على تتويجه بالسعفة الذهبية في مهرجان “كان” السينمائي عام 1975.
وقالت الوزارة في بيانها: “برحيله، تفقد الجزائر قامة فنية شامخة ومخرجًا رائدًا كرّس حياته للفن الملتزم، وأغنى الذاكرة الوطنية بأعمال خالدة، جسّدت نضال شعب، وهموم أمة، وجمال الصورة السينمائية الأصيلة.”
كما نعاه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مؤكدًا أن الراحل لم يكن مجرد مخرج عالمي بارز، بل كان “مجاهداً أبياً ساهم في تحرير بلاده من خلال ما نقلته أفلامه من صور ومشاهد خلدت بطولات الثورة التحريرية.”
ولد محمد لخضر حمينة في مدينة المسيلة شرق الجزائر عام 1934، ودرس القانون في فرنسا قبل أن يُجنّد في الجيش الفرنسي. إلا أنه سرعان ما فرّ من الخدمة عام 1959، لينضم إلى خلية الإعلام في الحكومة الجزائرية المؤقتة التي كانت تتخذ من تونس مقرًا لها.
تابع لاحقًا دراسته في السينما في براغ، ثم عاد إلى بلاده لإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية عن الثورة الجزائرية، من أبرزها: “صوت الشعب” و*”بنادق الحرية”*.
بعد الاستقلال، تولّى رئاسة الديوان الجزائري للأخبار عام 1963، دون أن يتخلّى عن مشواره السينمائي، فأطلق أول أفلامه الطويلة “ريح الأوراس” عام 1966، والذي عُرض في مهرجان كان.
وفي عام 1975، حقّق حمينة إنجازه الأكبر بفوزه بـالسعفة الذهبية عن فيلمه “وقائع سنين الجمر”، الذي تناول الأوضاع السياسية والاجتماعية في الجزائر خلال الفترة الممتدة من 1939 حتى 1954.