الجنيه المصري والدولار

سجّل الجنيه المصري مكاسب قوية أمام الدولار خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل تفاؤل الأسواق بتحسن الأداء الاقتصادي وتهدئة التوترات السياسية في المنطقة، لا سيما بعد وقف الحرب القصيرة بين إسرائيل وإيران، وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرب التوصل إلى هدنة في غزة تمتد لـ 60 يوماً.

تحسّن في سعر الصرف
شهد الدولار تراجعاً أمام الجنيه، من مستويات 50.8 نهاية الأسبوع الماضي إلى 49.3 جنيهاً، وسط تدفقات ملحوظة من المستثمرين الأجانب الذين ضخوا نحو 63.7 مليار جنيه (نحو 1.3 مليار دولار) في أدوات الدين الحكومية خلال أربعة أيام فقط.

توقعت “الأهلي فاروس” استمرار هذا الاتجاه، مرجحة أن يصل سعر صرف الدولار إلى نحو 47 جنيهاً، مدفوعاً بتحسن الثقة وتراجع الدولار عالمياً أمام عملات رئيسية مثل اليورو.

نمو اقتصادي وتحسن في المؤشرات
كشفت بيانات وزارة التخطيط ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.8% في الربع الأول من العام، مدعوماً بنمو في قطاعات مثل الصناعات التحويلية بنسبة 16%، والصادرات بنسبة 23%.

في السياق ذاته، أشار رئيس قسم البحوث في شركة الأهلي فاروس، هاني جنينة، إلى أن مصر تشهد زخماً واضحاً في تدفقات النقد الأجنبي خلال النصف الثاني من 2024، لا سيما من السياحة، حيث يُتوقع أن يصل عدد السياح إلى 18 مليوناً بإيرادات تتجاوز 16 مليار دولار.

تحويلات المصريين بالخارج في مستويات قياسية
سجّلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج قفزة بنسبة 77.1% خلال أول عشرة أشهر من العام المالي الحالي، لتصل إلى 29.4 مليار دولار، مقارنة بـ 16.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغت تحويلات الفترة من يناير إلى أبريل 2025 وحدها نحو 12.4 مليار دولار، بنمو سنوي قدره 72.3%.

تحسن ثقة الأسواق في ديون مصر
شهدت تكلفة التأمين على ديون مصر (CDS) تراجعاً إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021، ما يشير إلى تحسن الثقة في الاقتصاد المحلي، ويُخفّض من العلاوة المطلوبة على إصدارات الدين السيادي.

صندوق النقد الدولي والتمويل الأوروبي
أنهت بعثة صندوق النقد زيارتها إلى مصر في مايو الماضي، مع تحفظات على وتيرة الإصلاحات الهيكلية. ووفق “رويترز”، قد يؤدي ذلك إلى دمج مراجعتيْن في تقييم واحد وتأجيل صرف دفعة جديدة من القرض، مما قد يؤثر على تدفق تمويلات أوروبية بقيمة 4 مليارات يورو.

البحث