أعلن تحالف “أسطول الحرية” في ساعة مبكرة من صباح الاثنين أن القوات الإسرائيلية صعدت على متن سفينة “مادلين” التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة محمّلة بالمساعدات الإنسانية. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن وحدة كوماندوز تابعة للبحرية سيطرت على السفينة.
وفي بيان نُشر عبر تطبيق “تلغرام”، أكد التحالف انقطاع الاتصال مع “مادلين”، قبل أن يعلن لاحقاً أن “القوات الإسرائيلية قامت باختطاف المتطوعين” على متنها، في إشارة إلى اعتقالهم. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد صرّحت في وقت سابق أن البحرية الإسرائيلية تواصلت مع السفينة وطلبت منها تغيير مسارها لتجنب دخول منطقة محظورة.
وأمرت الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الجيش بمنع السفينة، التي يقودها تحالف “أسطول الحرية” وتضم ناشطين من جنسيات متعددة من بينهم السويدية غريتا ثونبرغ، من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي تفاقمت آثاره مع الحرب الأخيرة، وسط تحذيرات أممية من خطر المجاعة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان إن التعليمات واضحة: “يجب منع مادلين من الوصول إلى غزة”، متهماً الناشطين بأنهم “يعملون كأداة دعائية لحركة حماس”. وأضاف: “لن يُسمح لهم بالوصول، وليعودوا أدراجهم”.
وكانت “مادلين” قد انطلقت من سواحل صقلية يوم الأحد الماضي، في محاولة لإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات. وقد أفاد منظمو الرحلة أن السفينة وصلت السبت إلى المياه القريبة من السواحل المصرية، وهي تحمل على متنها 12 ناشطاً من دول مختلفة، بينها ألمانيا، فرنسا، السويد، إسبانيا، البرازيل، تركيا، وهولندا.
من بين المشاركين، برزت ريما حسن، عضو البرلمان الأوروبي، التي صرّحت بأن أكثر من 200 نائب في البرلمان الأوروبي وقعوا رسالة مفتوحة طالبوا فيها إسرائيل بالسماح للسفينة بالوصول إلى غزة وإدخال مساعداتها على الفور.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن بلاده “ستواجه أي محاولة لكسر الحصار أو دعم منظمات إرهابية، سواء عبر البحر أو الجو أو البر”. ورداً على ذلك، أعلن تحالف “أسطول الحرية” أنه يتوقع تدخلاً عسكرياً في أي لحظة، مطالباً حكومات الدول التي ينتمي إليها الناشطون بالتدخل لحمايتهم. وفي رسالة تحدٍّ من على متن السفينة، قالت الناشطة الألمانية ياسمين أكار: “لسنا خائفين منهم”، مضيفة: “الرسالة التي يحاولون إيصالها إلينا، وهي أن لا نقترب من غزة، لن تجعلنا نتراجع”.