أعلن الجيش السوداني، مساء الجمعة، إحباطه لهجوم جديد شنّته قوات “الدعم السريع” على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكداً تكبيد القوات المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وفي بيان رسمي، أوضح الجيش أن “الفرقة السادسة مشاة” مدعومة بقوات محلية، تمكّنت من التصدي للهجوم الأخير، واستعادت السيطرة الكاملة على جميع المحاور داخل المدينة.
من جانبها، أشارت “لجان مقاومة الفاشر” إلى أن المدينة تشهد هدوءاً حذراً بعد تراجع حدّة الاشتباكات، فيما لم تُعلن بعد حصيلة دقيقة للضحايا.
تُعد الفاشر مركزاً إنسانياً محورياً في دارفور، لكنها تعيش منذ أكثر من عام تحت حصار خانق تفرضه “قوات الدعم السريع”، وسط محاولات دولية متكررة لإقرار هدنة إنسانية والسماح بدخول المساعدات، إلا أن هذه الجهود لم تُفلح حتى الآن.
وتشهد الفاشر تصعيداً عسكرياً خطيراً منذ 10 أيار 2024، في ظل تحذيرات متزايدة من كارثة إنسانية تهدد أكثر من مليون شخص في المدينة والمناطق المجاورة.
على صعيد آخر، تفاقم الوضع الأمني أيضاً في إقليم كردفان، حيث أفادت “شبكة أطباء السودان” بأن قصفاً مدفعياً نفذته قوات الدعم السريع استهدف أحياءً في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، مساء الخميس، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل، بينهم نساء ومسنون، وإصابة آخرين.
الشبكة أوضحت أن الهجوم استهدف مناطق مأهولة بالنازحين، ووصفت استخدام الصواريخ الموجهة ضد المدنيين بأنه انتهاك خطير للقانون الإنساني.
وفي أحدث تقاريرها، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن العمليات العسكرية الأخيرة في شمال كردفان تسببت بنزوح ما لا يقل عن 700 أسرة بين 4 و9 تموز الجاري.
يُذكر أن النزاع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلع في نيسان 2023، وأسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح أو لجوء نحو 15 مليوناً، بحسب تقارير أممية، في حين تشير دراسات مستقلة إلى أن عدد الضحايا قد يتجاوز 130 ألف قتيل.