شهدت بلدة كرتالا في ولاية جنوب كردفان جولة جديدة من العنف، بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الحركة الشعبية – شمال» بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع قوات الدعم السريع. مصادر عسكرية أكدت أن الجيش تمكن من التصدي لهجوم واسع استهدف مواقع تمركزه في البلدة.
المعارك بدأت عقب تحرّك تعزيزات تابعة لـ«الحركة الشعبية» من مواقعها في أحد الجبال الغربية المطلة على كرتالا، ما أدى إلى مواجهات مباشرة مع القوات المسلحة. وسقط خلال الاشتباكات عدد من الضحايا المدنيين، ما زاد من التوتر في المنطقة التي تعيش منذ أسابيع على وقع تصعيد متبادل.
وبحسب مصادر محلية، فإن الجيش السوداني، وتحديدًا اللواء 53 مشاة التابع للفرقة 14 مشاة في كادقلي، نفّذ الأربعاء هجومًا على مواقع الحركة في جبل «وتنق» غرب كرتالا، في محاولة لوقف تقدمها. وأوضحت المصادر أن التحركات الواسعة لقوات الحلو دفعت الجيش إلى تطويق الجبل وفرض حصار على العناصر المتواجدة فيه، قبل أن تحاول الإدارات الأهلية التدخل لمنع توسّع المواجهات، لكن جهودها لم تنجح.
تجدّدت المعارك صباح الخميس بعد وصول تعزيزات إضافية للحركة الشعبية تضم أكثر من 30 عربة عسكرية قادمة من اتجاه تنقلي جنوب غربي البلدة، ما أعاد إشعال القتال في محيط كرتالا ورفع مستويات القلق بين السكان.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من تدهور الوضع الإنساني في جنوب كردفان، خاصة مع اتساع رقعة الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع وحلفائه، وغياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة.