عناصر من قوات الدعم السريع في السودان

وصفت وزارة الخارجية السودانية، يوم الأحد، إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية بأنه “وهمي” ويُعبّر عن حالة “انكسار ودحر” تعيشها القوات المتمردة، معتبرة أنه يكشف الوجه الحقيقي للتحالفات المدنية الداعمة لها.

وفي بيان نشرته عبر منصة “إكس”، اعتبرت الوزارة أن إعلان تشكيل “حكومة السلام والوحدة” من قِبل الائتلاف الذي تقوده قوات الدعم السريع هو امتداد لمحاولة الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد منذ 15 أبريل 2023. وأدانت الخرطوم بشدة سماح كينيا باستضافة الاجتماعات التحضيرية لهذا الإعلان، معتبرة الخطوة “انتهاكاً لسيادة السودان” وخرقاً للمواثيق الدولية، مناشدة المجتمع الدولي برفض أي اعتراف بالحكومة المعلنة.

جاء هذا التصعيد الدبلوماسي بعد يوم من إعلان ائتلاف بقيادة الدعم السريع، خلال مؤتمر صحافي في مدينة نيالا بدارفور، عن تعيين محمد حسن التعايشي رئيساً لـ”حكومة السلام والوحدة”، في خطوة اعتُبرت تصعيداً خطيراً في مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

كما كشف الائتلاف عن تشكيل “مجلس رئاسي” يضم 15 عضواً برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ونائبه عبد العزيز الحلو، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والحكام المحليين. ومن بين التعيينات البارزة كان الهادي إدريس حاكماً لإقليم دارفور، ليصبح منافساً لمني أركو مناوي، الحليف العسكري للحكومة الشرعية.

وكانت قوات الدعم السريع قد أطلقت منذ أشهر تحركات تهدف لتأسيس “سودان جديد”، بدءاً من توقيع “دستور انتقالي” في مارس الماضي ينص على تقسيم البلاد إلى ثمانية أقاليم، مروراً باتفاقات سياسية مع حركات متمردة أخرى.

في المقابل، حذر مسؤولون أمميون من أن هذه الخطوات قد تؤدي إلى تعميق الانقسام وعرقلة جهود التسوية السياسية، خصوصاً أن السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث قتل عشرات الآلاف، وتشرّد الملايين، وانهارت القطاعات الحيوية من صحة ومياه وخدمات.

وبينما تتسارع التحركات السياسية والعسكرية، يبقى مصير السودان رهين موازين القوى ونجاح أو فشل الجهود الدبلوماسية في تجنيب البلاد سيناريوهات التقسيم والانهيار الشامل.

البحث