مايكل أنتون

في تطور لافت ضمن المسار التفاوضي بشأن الملف النووي الإيراني، كشفت مصادر أميركية لموقع “بوليتيكو” أن وزارة الخارجية الأميركية كلفت مايكل أنتون، مدير تخطيط السياسات، بقيادة الفريق الفني الأميركي المشارك في المحادثات الجارية مع طهران.

ويُعد أنتون، أحد الوجوه الصاعدة في الإدارة الأميركية، شخصية بارزة تحظى بثقة كبيرة، وسيتولى قيادة فريق يضم نحو 12 خبيراً من مؤسسات حكومية مختلفة. ويعمل الفريق على صياغة التفاصيل الفنية لاتفاق محتمل يهدف إلى فرض قيود صارمة على البرنامج النووي الإيراني، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

ومن المنتظر أن يتولى أنتون قيادة الجولة الأولى من المحادثات الفنية مع الجانب الإيراني نهاية هذا الأسبوع، تحضيرًا لاجتماع دبلوماسي رفيع المستوى سيُعقد الأسبوع المقبل في العاصمة الإيطالية روما، يجمع بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

لماذا مايكل أنتون؟

أوضح مسؤول في الإدارة الأميركية أن اختيار أنتون لهذه المهمة يعود إلى “خبرته العميقة ورؤيته الاستراتيجية”، مشيراً إلى التزامه بتنفيذ توجهات الرئيس دونالد ترامب في هذا الملف المعقد. وقد شغل أنتون مناصب رفيعة خلال إدارة ترامب الأولى، من بينها نائب مساعد الرئيس ونائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، كما عمل سابقاً في مجلس الأمن القومي خلال إدارة الرئيس جورج بوش الابن.

ورغم عدم إعلان أنتون موقفاً علنياً تجاه الملف النووي الإيراني حتى الآن، إلا أن تعيينه يشير إلى رغبة الإدارة في تعزيز الجانب الفني للمفاوضات.

انقسام داخلي في إدارة ترامب

يأتي هذا التعيين في وقت تشهد فيه الإدارة الأميركية انقساماً واضحاً حول كيفية التعامل مع طموحات إيران النووية، إذ يدعو بعض المسؤولين إلى تسوية دبلوماسية شاملة، بينما يضغط آخرون باتجاه اعتماد خيارات أكثر تشدداً، بما في ذلك التلويح بالخيار العسكري.

ورغم تكرار الرئيس ترامب تأكيده على تفضيل الحل السلمي، إلا أن الجدل داخل الإدارة لا يزال محتدماً حول مدى صرامة الشروط الأميركية، خاصة ما إذا كان ينبغي المطالبة بتفكيك البرنامج النووي بالكامل، أم قبول صيغة تُبقي على جزء منه تحت رقابة دولية صارمة.

وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة تدرس إمكانية السماح لإيران باستيراد وقود نووي مخصب لأغراض مدنية. لكنه في الوقت نفسه حذّر من أن استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها قد يجعلها “الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بذلك دون امتلاك برنامج أسلحة معلن”، واصفاً هذا الوضع بأنه “إشكالي للغاية”.

البحث