الدودة الحلزونية

عادت إلى الواجهة سلالة نادرة وفتّاكة من الطفيليات تُعرف باسم “الدودة الحلزونية”، بعدما تسببت بوفاة امرأة وظهور عشرات الإصابات في المكسيك وأميركا الوسطى، بينها رضيع عمره 19 يوماً، ما أثار موجة من القلق الصحي في المنطقة.

البداية كانت مع امرأة تُدعى رينا أفيلّا (57 عاماً)، التي صُدمت بوجود ديدان حية داخل منديل أثناء تنظيف أنفها. وبحسب شهادتها لوسائل إعلام محلية، شعرت أن الطفيليات “تتسلل إلى فمها وتتحرك داخل الأنف”، ما دفع الطاقم الطبي لتحذيرها من وجود مئات الديدان التي قد تكون بدأت بالتكاثر داخل جسدها.

التحقيقات الطبية أوضحت أن المسبب الرئيسي هو ذبابة الدودة الحلزونية، التي تضع بيضها على الجروح أو فتحات الجلد، حيث تفقس اليرقات وتتغذى على الأنسجة الحية، ما يؤدي إلى تلف داخلي قد يهدد الحياة.

وفي واقعة أكثر خطورة، توفيت سيدة مسنّة بعد أن غزت اليرقات رئتيها، محدثةً صدمة تسممية قاتلة، بينما سُجلت نحو 20 إصابة مؤكدة منذ أبريل، بحسب أطباء مستشفى “ريفاس الوطني” في مدينة سان بيدرو سولا، الذين أبدوا خشيتهم من انتشار العدوى بشكل أوسع، خصوصاً بين الفئات الضعيفة والمشرّدين والمصابين بجروح مكشوفة.

القلق لم يقتصر على البشر، إذ أفاد مزارعون عن إصابة أبقار وكلاب منزلية، مما يثير مخاوف من تأثير اقتصادي وصحي مزدوج.

وتأهبت الولايات المتحدة لمواجهة احتمال انتقال الطفيلي عبر الحدود، خاصة نحو ولاية تكساس، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروع وقائي يتمثل بإنشاء مصنع لإنتاج الذباب المعقم بقيمة 8.5 مليون دولار، بهدف القضاء على الذبابة عبر إطلاق ذكور غير قادرة على التكاثر.

وزيرة الزراعة الأميركية بروك رولينز أكدت أن “الولايات المتحدة نجحت سابقاً في القضاء على هذه السلالة، وسنفعلها مجدداً”، مشيرة إلى أن المصنع الجديد سيكون الثاني من نوعه في نصف الكرة الغربي، إلى جانب مركز مماثل في بنما.

وتشير التقديرات إلى أن هذه السلالة كانت قد اختفت منذ ثلاثة عقود، ما يفسّر عدم جهوزية الكوادر الطبية للتعامل معها، وفقاً لما قاله الطبيب المشرف على الإصابات، كاميلو، محذراً من أن “الذبابة تبحث عن أي فتحة دافئة أو خدش بسيط لتضع بيضها… وفي غياب الوعي والعلاج، قد تكون النتيجة كارثية”.

البحث