صورة تعبيرية مصنوعة بواسطة “كوبايلوت” عن خطورة الذكاء الاصطناعي على وظائف البشر

في جبال كولومبيا، تمضي أوسكارينا فوينتس، وهي مهندسة نفط فنزويلية سابقة، لياليها تترقّب تنبيهًا على “واتساب” من منصة العمل الرقمية Appen، علّها تجد مهمة تُدرّ عليها دخلاً. لكن الانتظار طال، ومعه تراجعت فرص العمل، نتيجة التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي المُولَّد التي باتت قادرة على تنفيذ المهام التي اعتاد تنفيذها بشر، كتصنيف الصور وتقييم نتائج البحث.

كانت فوينتس تكسب نحو 500 دولار شهريًا قبل عام 2022، لكنها بالكاد تصل اليوم إلى 320 دولارًا. حالها كحال آلاف الفنزويليين الذين شكّلوا في وقت ما النواة الأساسية لعمالة منخفضة الكلفة في قطاع الذكاء الاصطناعي، خصوصًا خلال ذروة الأزمة الاقتصادية الفنزويلية عام 2018.

لكن مع صعود أدوات مثل ChatGPT، تحوّلت المنصات التي اعتمدت على عمالة فنزويلية – مثل Appen وScale AI وRemotasks – إلى كيانات خاسرة، تشهد هبوطًا في قيمتها السوقية بنسبة 99% كما في حالة Appen.

كتّاب المحتوى أيضًا لم يسلموا. ماريفيل ألفارادو، خريجة أدب فنزويلية، كانت تكسب 50 دولارًا لكل ألف كلمة، لكنها اليوم لا تُعرض عليها سوى 7 دولارات. وتقول: “اضطررنا لتسريع عملنا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي… لكن بعض هذه الأدوات محظورة في فنزويلا أصلًا”.

معظم هؤلاء العاملين لا يحملون إقامات رسمية أو تصاريح عمل، ما يحدّ من فرصهم في الاقتصاد الرسمي، بينما تفاقم رداءة الإنترنت وانقطاع الكهرباء معاناتهم، سواء داخل البلاد أو في المهجر.

رغم كل ذلك، تتمسك فوينتس بالأمل قائلة: “اليوم الذي لا يصل فيه أي تنبيه… سيكون كابوسًا. حقيقيًا”.


إذا رغبت، أقدر أساعدك بصياغته كـ ريبورتاج بشري، أو تحقيق عن تبعات الذكاء الاصطناعي على العمل في الجنوب العالمي، أو حتى ربطه بأوضاع لبنان أو دول عربية مشابهة.

البحث