وصف محافظ البنك المركزي الكندي، تيف ماكليم، الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها “أقوى رياح معاكسة” تواجه بلاده. ويأتي هذا التوصيف نظرًا للاندماج الاقتصادي الوثيق بين كندا والولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، أكد ماكليم أن الأولوية القصوى لكندا هي التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة لتبديد حالة عدم اليقين، حتى مع سعي الشركات الكندية لتنويع أسواقها. وقال: “إبرام اتفاقية تجارية جديدة مع أمريكا هو أهم شيء الآن لتبديد حالة عدم اليقين.”
تأثير الرسوم الجمركية والجهود الدبلوماسية
أشار ماكليم إلى أن تأثير الرسوم لم يظهر بعد بشكل كامل في البيانات الاقتصادية، لكن صانعي السياسات يراقبون “بعناية” مدى تأثيرها على أسعار المستهلكين، واصفًا الرسوم الأمريكية بـ”أكبر عقبة تواجه كندا”. ورغم ذلك، شدد المحافظ على أن “السوق الأمريكية لا تزال، وستظل، أكبر سوق تصدير لدينا، ولكن من المنطقي أن نسعى لتوسيع أسواقنا.”
كان ترامب قد فرض في مارس 2018 رسومًا جمركية بنسبة 25% على مجموعة من السلع الكندية، مما دفع كندا إلى فرض رسوم انتقامية على منتجات أمريكية معينة.
في سياق متصل، أعرب وفد أمريكي من أعضاء مجلس الشيوخ عن أمله في إصلاح العلاقات الثنائية بين البلدين بعد لقائه برئيس الوزراء الكندي مارك كارني. صرح السيناتور الجمهوري كيفن كرايمر بعد اللقاء: “أنا متفائل بما سمعناه اليوم، ومتفائل بما نراه من تقدم مشترك.”
توتر العلاقات وآمال التعاون المستقبلي
شهدت العلاقات الكندية-الأمريكية تدهورًا بعد فرض ترامب رسومًا جمركية عقابية على سلع كندية، بما في ذلك السيارات والصلب، وحديثه عن جعل كندا “الولاية الأمريكية رقم 51”. وتذهب ثلاثة أرباع الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة، وقد أثارت الرسوم والخطاب المعادي غضب الكنديين، مما دفع العديد منهم إلى مقاطعة البضائع الأمريكية.
وعلى الرغم من تعليق ترامب لبعض الرسوم مؤقتًا وتعليق كندا لبعض الإجراءات المضادة، إلا أن أحدث تقرير للوظائف أظهر أن الرسوم تلحق الضرر بالاقتصاد الكندي وتزيد من تقلبات الأسواق.
أعرب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عن شعورهم بتأثير التوتر على الجانب الأمريكي أيضًا، خاصة في الولايات الحدودية مع كندا. علقت السيناتور الديمقراطية آمي كلوبوشار: “نشعر بذلك كل يوم. نعلم أن الوضع كان سيئًا، لكننا نريد فقط أن نصل إلى وضع أفضل، ولهذا السبب نحن هنا.”
واقترح السيناتور كرايمر أن توحد كندا والولايات المتحدة صفوفهما ضد الصين، واصفًا إياها بأنها “التهديد الأول لأمريكا الشمالية”. ورأى أن هذا يمثل فرصة عظيمة لتحسين العلاقة بين البلدين بفضل سلاسل التوريد المتكاملة والموارد الفريدة لكل منهما.