تتزايد الأدلة العلمية حول القيمة الصحية للزنجبيل، الذي لم يعد يقتصر دوره على النكهة العطرية في المطبخ، بل أصبح مصدراً للمركبات الطبية ذات التأثيرات المباشرة على الجسم. وتشير دراسات حديثة إلى مجموعة من الفوائد التي تجعل إدخاله في النظام الغذائي خطوة مفيدة للصحة اليومية.
وتبرز الأبحاث قدرته على مكافحة الغثيان، خصوصاً لدى الحوامل ومرضى العلاج الكيميائي، إذ يعمل على تهدئة مستقبلات السيروتونين في الجهاز الهضمي وتقليل الغازات والانتفاخ. كما يتمتع الزنجبيل بخصائص مضادة للالتهابات بفضل مركبات مثل الجينجيرول والشوغاول، التي تساعد في تنظيم الاستجابة المناعية وتقليل نشاط خلايا الدم البيضاء لدى المصابين ببعض أمراض المناعة الذاتية.
وفي ما يتعلق بالألم، تظهر نتائج الدراسات أن الزنجبيل يساهم في تسكين آلام الركبة الناتجة عن الفصال العظمي، وآلام العضلات، إضافة إلى التخفيف من التقلصات المرافقة للدورة الشهرية، عبر تثبيط المواد الكيميائية المحفّزة للشعور بالألم، ليشكّل بذلك بديلاً طبيعياً لبعض المسكنات.
وتشير أبحاث أخرى إلى ارتباط استهلاك الزنجبيل بتحسين صحة القلب والسكري، إذ يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وتنظيم ضغط الدم، وتعزيز حساسية الإنسولين، ما يجعله داعماً أساسياً لمرضى هاتين الحالتين.
كما تقدم الدراسات الأولية أدلة على دور محتمل للزنجبيل في حماية الدماغ ومكافحة السرطان، إذ قد تساهم مركباته النشطة في حماية الخلايا العصبية من التلف، والحد من تطور الأمراض التنكسية، إضافة إلى إبطاء نمو بعض الخلايا السرطانية في المختبر.
وينصح الخبراء بتناول الزنجبيل ضمن الطعام أو المشروبات بشكل معتدل، بينما قد تسبب الجرعات العالية — التي تتجاوز 4 غرامات يومياً — بعض الاضطرابات الهضمية أو حرقة المعدة. كما تُوصى الفئات الحساسة، مثل الحوامل ومرضى الأمراض المزمنة ومن يتناولون مميّعات الدم، باستشارة الطبيب قبل استخدامه كمكمل غذائي.