رحّبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي السودانية بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، التي دعا فيها إلى وقف إمدادات السلاح لقوات الدعم السريع، معتبرةً أنها خطوة تمهّد لمحاسبة الميليشيا على الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين.
وقال وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم إن تصريحات روبيو التي وصفت قوات الدعم السريع بـ”الميليشيا الإرهابية” تضع الأمور في نصابها الصحيح وتكشف للمجتمع الدولي حقيقة ما يجري في السودان. وأكد أن اعتراف واشنطن بوحشية ممارسات تلك القوات وضرورة وقف تزويدها بالسلاح يمثل رسالة واضحة للدول الداعمة لها، مشدداً على أن الوقت قد حان لمحاسبة قائدها محمد دقلو ووقف نزيف الدم السوداني.
وأضاف سالم أن تباطؤ المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 2736/2024 الخاص بالسماح بإدخال المساعدات إلى مدينة الفاشر، فاقم الكارثة الإنسانية هناك. ودعا إلى تحرك عاجل لمنع تكرار المأساة في مدن أخرى مثل كادقلي وبابنوسة.
في المقابل، انتقد مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق تصريحات روبيو، معتبراً أنها “غير موفقة” وتضر بمسار المبادرة الأميركية والرباعية الدولية، مؤكداً أن مثل هذه المواقف تعزز التصعيد الميداني وتُظهر انحيازاً ضد قواته.
وكان روبيو قد حمّل قوات الدعم السريع مسؤولية الفظائع في السودان، بما فيها الاغتصاب والعنف ضد المدنيين، مشدداً على أن الانتهاكات ممنهجة وليست من فعل عناصر منفلتة. ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف تدفق الأسلحة إلى تلك القوات وإنهاء الحرب لتجنّب مزيد من المآسي الإنسانية.
ميدانياً، أعلن الجيش السوداني إسقاط مسيّرات تابعة للدعم السريع حاولت استهداف مقر قيادة الفرقة 19 مشاة ومطار وسد مروي شمالي البلاد، مؤكداً جاهزيته للتصدي لأي هجمات جديدة.
من جهته، قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن المدنيين الفارين من دارفور يتجهون إلى مناطق سيطرة الدولة حيث تتوافر مقومات الأمن والحياة، فيما أكدت المنظمة الدولية للهجرة استمرار تنسيق الجهود الإنسانية لتلبية احتياجات النازحين.