المتهمون صلاح عبد السلام وأسامة كريم ومحمد عبريني برفقة الشرطة لدى وصولهم إلى المحكمة خلال محاكمة منفذي هجمات بروكسل عام 2016

أصدرت محكمة في العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم الخميس، حكماً بالسجن مدى الحياة على المتشدد السويدي أسامة كريم، لدوره في الجريمة الوحشية التي ارتكبها تنظيم «داعش» عام 2015، حين قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً داخل قفص حديدي في سوريا، وهي الجريمة التي أثارت صدمة وغضباً دوليين.

وتعد المحكمة السويدية أول جهة قضائية تُصدر حكماً على خلفية هذه الجريمة التي وقعت بعد إسقاط طائرة الكساسبة قرب مدينة الرقة السورية في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2014، أثناء مشاركته في عمليات التحالف الدولي ضد «داعش». وقد نُشر تسجيل مصوّر لعملية الإعدام في 3 فبراير (شباط) 2015، يظهر فيه 13 مسلحاً من التنظيم، أحدهم أشعل النار في القفص الذي وُضع فيه الطيار، ما أدى إلى وفاته بطريقة مروّعة.

ورغم أن كريم، البالغ من العمر 32 عاماً، يقضي أصلاً أحكاماً بالسجن في بلجيكا لدوره في هجمات باريس (2015) وبروكسل (2016)، فإن القضاء السويدي وجّه له تهمة ارتكاب “جرائم حرب جسيمة وجرائم إرهابية”، بعد إثبات وجوده في مكان الجريمة.

وخلال المحاكمة التي جرت بين 4 و26 يونيو (حزيران) الماضي، التزم كريم الصمت، مكتفياً بالقول إنه كان موجوداً في الموقع “لمدة لا تتجاوز 20 دقيقة”، وإنه لم يكن يعلم مسبقاً بما سيجري. غير أن الإدعاء، مدعوماً بشهادات واستجوابات مصوّرة، تمسّك بأن وجوده هناك كان جزءاً من مشاركة مقصودة في تنفيذ الجريمة.

وقال محامي الطرف المدني، ميكائيل ويسترلوند، إن كريم لم يُظهر أي مشاعر ندم أو تعاطف مع الضحية، مؤكداً أن ما شاهده شهود الجريمة “يتطلب علاجاً نفسياً طويل الأمد، وربما مدى الحياة”، في حين عبّر شقيق الكساسبة، الذي حضر المحاكمة قادماً من الأردن، عن الألم العميق الذي لا يزال يعيشه وعائلته.

ويُشار إلى أن كريم سبق أن حُكم عليه بالسجن ثلاثين عاماً في فرنسا لتواطئه في هجمات باريس، وبالسجن مدى الحياة في بلجيكا لدوره في تفجيرات بروكسل. ويُضاف هذا الحكم الجديد إلى سلسلة إداناته، ليؤكد تورطه في واحدة من أكثر الجرائم الإرهابية صدمة في القرن الحادي والعشرين.

وقد وثقت جريمة إحراق الكساسبة في تسجيل دعائي صادم مدّته 22 دقيقة، واعتُبر في حينه من أخطر أشكال الدعاية الدموية التي انتهجها تنظيم داعش. ورغم أن التحقيق لم يحدّد بدقة تاريخ تنفيذ الجريمة، فإنه نجح في تحديد موقعها، ويُعتقد أن باقي المسلحين الذين ظهروا في الفيديو قد قُتلوا لاحقاً.

البحث