أظهرت دراسة علمية حديثة أن العقم لدى النساء قد يكون أكثر من مجرد مشكلة تتعلق بالخصوبة، إذ ارتبط بشكل وثيق بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يجعله علامة صحية مبكرة تستدعي الانتباه.
وعُرضت نتائج الدراسة في مؤتمر طبي أوروبي مرموق عُقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، حيث تم تحليل بيانات لأكثر من 3.5 مليون امرأة، من بينهن نحو 179 ألف حالة عقم. وكشفت النتائج عن زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 17% لدى النساء المصابات بالعقم، بالإضافة إلى ارتفاع خطر السكتات الدماغية بنسبة 16%، والأمراض القلبية الوعائية بشكل عام بنسبة 14%.
وما يدعو للقلق بشكل خاص، أن هذه المخاطر كانت مضاعفة تقريبًا لدى الشابات تحت سن الأربعين، وخاصة من خضعن لعلاجات الخصوبة.
وصرّحت الدكتورة إيلينا أرميني، رئيسة الفريق البحثي، بأن هذه النتائج قد تغيّر النظرة الطبية للعقم، مشيرة إلى أنه “لم يعد مجرد مشكلة إنجابية، بل يمكن اعتباره مؤشراً مبكراً لاحتمال الإصابة بأمراض القلب في المستقبل”.
وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية المتابعة الطبية الدقيقة للنساء المصابات بالعقم، حيث يمكن أن يشكل ذلك فرصة للوقاية المبكرة واتخاذ إجراءات صحية استباقية للحد من تطور الأمراض القلبية.
كما أثارت الدراسة تساؤلات حول التأثيرات الجانبية طويلة الأمد لعلاجات الخصوبة، إذ تبين أن النساء اللائي خضعن لها ارتفعت لديهن مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 18%. وتشير النتائج إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا الرابط.
ويخطط الباحثون لمتابعة المشاركات في الدراسة على مدى سنوات مقبلة، في محاولة لرسم صورة أدق للتغيرات الصحية المرتبطة بالعقم، وتطوير إرشادات وقائية مخصصة لتحسين جودة الرعاية الصحية لهذه الفئة.
هذا التحوّل في الفهم الطبي للعقم قد يساهم في إعادة صياغة التعامل معه، ليس فقط كعائق أمام الإنجاب، بل كإشارة تحذيرية مبكرة تستحق التدخل والرعاية الصحية المكثفة.