دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، مكوّن المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تغليب الحكمة ولغة الحوار، محذّرًا من تهديدات غير مسبوقة تمسّ الشعب اليمني والمصالح العليا للبلاد والأمنين الإقليمي والدولي، ومؤكدًا عدم التفريط بالمكاسب المتحققة، وفي مقدمتها مكاسب القضية الجنوبية.
وقال مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية، في بيان مساء الأحد، إن العليمي حثّ القوى السياسية وأبناء الشعب على الالتفاف حول مشروع الدولة الوطنية، وحشد الطاقات لاستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، ووضع حدّ للمعاناة الإنسانية الممتدة.
وأشار البيان إلى توجيهات رئاسية للحكومة والسلطات المعنية باتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بحق أي تجاوزات تمسّ وحدة القرار أو تحاول فرض سياسات خارج الأطر الدستورية ومرجعيات المرحلة الانتقالية، مع التشديد على حماية المركز القانوني للدولة ووحدة مؤسساتها.
وأوضح المصدر أن العليمي تابع بقلق بيانات وتصريحات صدرت عن بعض الوزراء والمسؤولين التنفيذيين، تضمّنت مواقف سياسية لا تندرج ضمن مهامهم الوظيفية ولا تنسجم مع المرجعيات الدستورية والقانونية، مؤكدًا أن الالتزام بقرارات مجلس القيادة الرئاسي والبرنامج الحكومي، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض، واجبٌ على جميع المسؤولين.
وأضاف أن مجلس القيادة الرئاسي هو الجهة الوحيدة المخوّلة بتحديد المواقف السياسية العليا للدولة، محذرًا من استغلال المنصب لتحقيق مكاسب سياسية، ومعتبرًا ذلك خرقًا جسيمًا للدستور والقانون، وإضرارًا بوحدة السلطة التنفيذية والسلم الأهلي، بما يستوجب المساءلة.
ويأتي البيان عقب إعلان وزارات وهيئات تُدار من قبل المجلس الانتقالي تأييدها مواقف داعمة لخطوات فُرضت بالقوة، ما أثار جدلًا حول تجاوز الصلاحيات ومخاوف من انعكاس ذلك على وحدة القرار الحكومي وتماسك مؤسسات الدولة ومسار الشراكة السياسية، في ظل تصعيد سياسي وتحركات ميدانية تشهدها المحافظات الجنوبية.