أصدر القضاء الفرنسي، يوم الخميس، قراراً بالإفراج عن الناشط اللبناني المؤيد للقضية الفلسطينية، جورج إبراهيم عبد الله، بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها في السجون الفرنسية، على خلفية اتهامه بالمشاركة في اغتيال دبلوماسيَين أميركي وإسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي.
وسيتم إطلاق سراح عبد الله، البالغ من العمر 74 عاماً، في 25 يوليو الحالي، وفق ما أعلن مصدر قضائي فرنسي.
جاء القرار خلال جلسة غير علنية عقدت في محكمة الاستئناف في باريس، في غياب عبد الله المحتجز حالياً في سجن لانميزان بمقاطعة أوت-بيرينه جنوب فرنسا.
وكان القضاء الفرنسي قد حكم على عبد الله عام 1987 بالسجن مدى الحياة، بتهمة الضلوع في اغتيال دبلوماسي أميركي وآخر إسرائيلي في باريس عام 1982. وعلى الرغم من أنه أصبح مؤهلاً للإفراج المشروط منذ 1999، إلا أن السلطات الفرنسية رفضت 12 طلباً متتالياً لإطلاق سراحه.
عبد الله، الذي لم يعترف بمسؤوليته عن الاغتيالات، اعتبر العمليات أعمال “مقاومة” ضد الهيمنة الأميركية والإسرائيلية، في ظل الحرب الأهلية اللبنانية والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان.
وكان عبد الله أحد مؤسسي تنظيم “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”، وهي مجموعة ضمت ماركسيين وعلمانيين مسيحيين وناشطين داعمين للقضية الفلسطينية، وقد توقفت المجموعة عن النشاط المسلح منذ أواخر الثمانينيات.
في لبنان، عبّر شقيقه روبير عبد الله عن فرحه بالقرار، قائلاً لوكالة فرانس برس:
“سعيدون جداً بهذا القرار.. لم أكن أتصور أن يأتي يوم يُصبح فيه حراً، بعد أن جرت عرقلة الإفراج عنه عدة مرات”.
وأضاف:
“لأول مرة، تتحرر السلطات الفرنسية من الضغوط الأميركية والإسرائيلية”.
ويُعد جورج عبد الله أحد أقدم السجناء السياسيين في فرنسا، وكانت قضيته موضع اهتمام واسع من منظمات حقوقية ونشطاء في أوروبا والعالم العربي.