اكتسب مشروب الماتشا في السنوات الأخيرة شهرة واسعة ورواجاً بين محبي الأغذية الصحية والمشروبات الطبيعية، الباحثين عن بدائل خالية من السكر والمواد الصناعية. وتحول إلى رمزٍ للحياة المتوازنة، إذ يُقدَّم في المقاهي الفاخرة، ويُستهلك قبل جلسات اليوغا والتمارين الرياضية، وحتى في المنازل كطقسٍ يوميٍّ هادئ يعبق برائحة الطبيعة.
ما هو الماتشا؟
يُستخرَج الماتشا من نبتة الكاميليا الصينية، تماماً مثل الشاي الأخضر التقليدي، لكنّ ما يميّزه هو طريقة زراعته ومعالجته الفريدة التي تمنحه لوناً أخضر داكناً وقيمة غذائية عالية، بحسب موقع «هيلث لاين».
يُظلَّل النبات خلال معظم فترة نموه، ما يزيد إنتاج الكلوروفيل ويُعزّز محتوى الأحماض الأمينية. بعد الحصاد، تُزال السيقان والعروق وتُطحن الأوراق حتى تتحول إلى مسحوق ناعم — هذا هو الماتشا.
ويتميز بتركيزٍ عالٍ من مضادات الأكسدة والكافيين يفوق الشاي الأخضر العادي، لأنّه يحتوي على العناصر الغذائية من الورقة كاملةً.
فوائده الصحية
غني بمضادات الأكسدة: يحتوي على مركبات «الكاتشين» التي تحارب الجذور الحرة وتحدّ من تلف الخلايا والأمراض المزمنة.
يدعم صحة الكبد: أظهرت دراسات أن الماتشا قد يُساعد الكبد في أداء وظائفه الحيوية والتخلّص من السموم.
يساهم في الوقاية من السرطان: بفضل محتواه العالي من مركب (EGCG)، الذي يتمتع بخصائص قوية مضادة للأورام، وفقاً لأبحاث أولية على الحيوانات والخلايا.
كيف يُحضَّر مسحوق الماتشا؟
تمر صناعة الماتشا بخمس مراحل دقيقة تجعل منه شاي النقاء الياباني الأصيل:
الزراعة في الظل: تُغطّى النباتات بسجاد من الخيزران أو قش الأرز قبل الحصاد بأسابيع، ما يعزز الكلوروفيل ويمنح الأوراق لونها الأخضر العميق ونكهتها المركّزة.
القطف اليدوي: يجري خلال فصل الربيع، حيث تُختار الأوراق الصغيرة الأكثر خضرة وجودة.
التبخير والتجفيف: تُبخَّر الأوراق سريعاً لمنع الأكسدة، ثم تُجفَّف بالهواء للحفاظ على مكوناتها الطبيعية.
إزالة العروق: تُفرز الأوراق بعناية لضمان طحن أنقى الأجزاء فقط.
الطحن الحجري: تُطحن الأوراق على مطاحن حجرية ببطء حتى تصبح مسحوقاً ناعماً يُعبّأ ويُحفظ في غرف مبردة للحفاظ على طزاجته.
وهكذا، من ظلال المزارع اليابانية الهادئة إلى أكواب المقاهي الحديثة، أصبح الماتشا أكثر من مجرد مشروب؛ إنه أسلوب حياة يجمع بين الصفاء الذهني، والنشاط الجسدي، وروح التوازن التي يبحث عنها الإنسان المعاصر.