في حادثة وصفت بالاستثنائية والنادرة، نجح جميع الركاب على متن طائرة تابعة لشركة “دلتا إيرلاينز” الأميركية في النجاة، رغم تحطم الطائرة وانقلابها أثناء هبوطها في الثلوج بمطار تورونتو بيرسون الدولي، أكبر مطار في كندا.
وكان على متن الطائرة 80 شخصًا، أقلعت يوم الإثنين من مدينة مينابوليس في ولاية مينيسوتا الأميركية، في محاولة للهبوط في تورونتو حوالي الساعة 2:15 مساءً بالتوقيت المحلي. وبعد الحادث، نُقل 21 راكبًا إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصاباتهم، بينما بقي أحدهم في المستشفى حتى صباح الأربعاء، بحسب ما أعلنت شركة الطيران.
في إطار تعويض الركاب، عرضت “دلتا إيرلاينز” مبلغًا قدره 30 ألف دولار أميركي لكل مسافر، مع تأكيدها على أن هذا العرض لا يؤثر على “حقوق الركاب القانونية” ولا يتطلب منهم التنازل عن أي مطالبات مستقبلية. ومع ذلك، لم تكشف الشركة عن عدد الركاب الذين قبلوا العرض.
الطائرة من طراز “بومباردييه CRJ-900″، وقد اصطدمت بجناحها أثناء الهبوط، مما أدى إلى انقلابها وتصاعد الدخان، بينما هرعت فرق الطوارئ إلى مكان الحادث. وأظهرت مقاطع الفيديو الركاب يزحفون للخروج من الحطام، فيما كان أفراد الطاقم يوجهونهم بسرعة عبر باب الطوارئ.
التحقيق في الحادث مستمر بقيادة مجلس سلامة النقل الكندي، بالتعاون مع المجلس الوطني لسلامة النقل الأميركي، لتحديد الأسباب التي أدت إلى الحادث. وأشاد خبراء الطيران بتصميم الطائرة، الذي ساعد في تقليل الخسائر، وكذلك بالاستجابة السريعة والبطولية لطاقم الطائرة التي ساهمت في إجلاء الركاب.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة “دلتا إيرلاينز”، إد باستيان، في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الأميركية: “طاقمنا تصرف ببسالة وأظهر احترافية عالية. السلامة ليست مجالًا للتنافس بين شركات الطيران، بل نعمل جميعًا معًا ونتعلم من بعضنا البعض”.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يتزايد فيه التركيز على سلامة الرحلات الجوية، خاصة بعد حادث تصادم مروع الشهر الماضي بين مروحية عسكرية وطائرة ركاب فوق نهر بوتوماك قرب مطار ريغان الوطني في واشنطن، والذي أسفر عن مقتل 67 شخصًا. ورغم تلك الحوادث، أكد باستيان أن السفر جواً يظل من أكثر وسائل النقل أمانًا، مشددًا على ضرورة التزام شركات الطيران العالمية بمعايير السلامة الصارمة.