بدأ سكان غرينلاند، الثلاثاء، التصويت في انتخابات برلمانية لم تكن تحظى باهتمام دولي كبير، لكن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول رغبته في شراء الجزيرة الشاسعة في القطب الشمالي سلطت الضوء عليها بشكل غير مسبوق.
خلال فترة رئاسته، أبدى ترامب اهتمامه بجعل غرينلاند، التي تتمتع بحكم ذاتي ولكنها لا تزال تابعة للدنمارك، جزءًا من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أهميتها الاستراتيجية للمصالح الأمنية الأميركية. وأصبحت الجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها 57 ألف نسمة فقط، محط تنافس جيوسياسي في ظل تغيرات المناخ التي تسهل الوصول إلى مواردها وتفتح طرق شحن جديدة، في وقت تكثف روسيا والصين حضورهما في المنطقة.
تاريخيًا، كانت غرينلاند مستعمرة دنماركية حتى عام 1953، ثم حصلت على حكم ذاتي في 1979 مع بقاء الشؤون الخارجية والدفاع والسياسة النقدية تحت سيطرة كوبنهاغن، التي تقدم دعمًا ماليًا سنويًا يقارب مليار دولار لاقتصادها. ورغم حصولها على الحق في إعلان الاستقلال الكامل عبر استفتاء في 2009، إلا أن المخاوف الاقتصادية حالت دون تنفيذ ذلك.
نتائج الانتخابات وتأثيرها على طموحات ترامب
أسفرت الانتخابات عن فوز الحزب الديمقراطي (يمين وسط) بفارق مريح، فيما سجل القوميون المطالبون بالاستقلال تقدمًا غير مسبوق. وأعلنت قناة “كي إن آر” التلفزيونية أن الحزب الديمقراطي، الذي يدعم الاستقلال التدريجي للجزيرة، تصدر السباق الانتخابي، مما يضعف فرص تحقيق رغبة ترامب في ضم غرينلاند.
وفي المقابل، حقق حزب “ناليراك” القومي، المؤيد للاستقلال الفوري، نتائج قوية، مما يؤكد رفض سكان غرينلاند لفكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة. وأظهرت استطلاعات الرأي أن تأييد هذا الطرح لا يزال محدودًا، بينما تصدرت قضايا الاستقلال والسيادة الحملة الانتخابية، مع رفض واسع النطاق لعرض ترامب من قبل المسؤولين في غرينلاند والدنمارك.
وقبل يوم من الانتخابات، أعاد ترامب طرح فكرته حول ضم غرينلاند، حيث كتب على منصته “تروث سوشال”:
“نحن مستعدون لاستثمار مليارات الدولارات لخلق فرص عمل جديدة وجعلكم أثرياء. إذا اخترتم هذا، فسنرحب بكم في أعظم أمة في العالم، الولايات المتحدة الأميركية.”
وسرعان ما انتشر المنشور بعد أن أعاد الملياردير إيلون ماسك مشاركته على منصة “إكس”، مما زاد من الاهتمام بالموضوع.
لكن رئيس وزراء غرينلاند، موته بي إيجيده، رد على ذلك بلهجة حازمة، معبرًا عن قلقه من الاضطرابات العالمية والتصرفات غير المتوقعة لبعض القادة الدوليين، في إشارة واضحة إلى ترامب. وأضاف: “نستحق أن نُعامل باحترام، ولا أعتقد أن الرئيس الأميركي فعل ذلك منذ توليه المنصب.”