كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة بين انخفاض مستويات الفوسفات في الدم ومشاكل الخصوبة لدى الرجال، حيث تبين أن الرجال الذين يعانون من صعوبات في الإنجاب لديهم مستويات فوسفات أقل من المتوسط.
كما أوضحت الدراسة، التي عُرضت في المؤتمر المشترك الأول بين الجمعية الأوروبية للغدد الصماء عند الأطفال والجمعية الأوروبية للغدد الصماء المنعقد في كوبنهاغن، أن انخفاض تركيزات الفوسفات في الدم يرتبط تحديدًا بانخفاض حركة الحيوانات المنوية لدى الرجال المصابين بالعقم.
ووفقًا لـ “مديكال إكسبريس”، يمثل العقم لدى الرجال حوالي نصف حالات العقم بشكل عام، إلا أن الأسباب الكامنة وراء مشاكل الخصوبة لدى غالبية الرجال لا تزال غير واضحة إلى حد كبير.
عوامل مؤثرة في الخصوبة:
على الرغم من الغموض الذي يحيط بالكثير من حالات العقم عند الرجال، إلا أن العديد من العوامل يمكن أن تؤثر على خصوبة الرجل، بما في ذلك العوامل الوراثية، ونمط الحياة، والخيارات الغذائية، والاختلالات الهرمونية. وفي الآونة الأخيرة، ربطت الأبحاث نقص فيتامين د بضعف جودة السائل المنوي.
نتائج الدراسة:
في هذه الدراسة، قام باحثون من مستشفى جامعة كوبنهاغن بتحليل عينات دم وسائل منوي لـ 1242 رجلاً يعانون من العقم في الدنمارك. وقد توصلوا إلى أن 36% من هؤلاء الرجال يعانون من انخفاض سريري في مستويات الفوسفات في دمائهم، مقارنة بنسبة تتراوح بين 2% و4% لدى عامة السكان في الدنمارك.
كما تبين أن الرجال الذين لديهم انخفاض متوسط في مستويات الفوسفات لديهم عدد أقل من الحيوانات المنوية المتحركة، مقارنة بمن لديهم مستويات طبيعية من الفوسفات. ومع ذلك، لم يلاحظ الباحثون أي ارتباط بين انخفاض مستويات الفوسفات وعدد الحيوانات المنوية الكلي.
دور الفوسفات المحتمل:
وعلق الدكتور سام كافاي، الباحث الرئيسي في الدراسة، قائلاً: “قد يشير هذا إلى أن الفوسفات – وهو معدن معروف بتأثيراته في إنتاج الطاقة وتقوية العظام – لديه القدرة على أن يكون هدفًا مباشرًا لتحسين الخصوبة، وربما يساعد علاج بعض الرجال المصابين بالعقم بمكملات الفوسفات.”
من المهم التأكيد على أن الدراسة لا تثبت أن الفوسفات هو سبب مباشر لمشاكل الخصوبة، بل تشير فقط إلى وجود صلة محتملة بين انخفاض مستوياته وهذه المشاكل.