صرّح مسؤول بارز في قطاع الفحم الصيني اليوم الأربعاء بأن واردات الصين من الفحم قد تنخفض بما يصل إلى 100 مليون طن في عام 2025. هذا الانخفاض الكبير، في حال تحققه، سيزيد الضغط على مؤشرات أسعار الفحم الرئيسية حول العالم، التي تتداول بالفعل عند أدنى مستوياتها منذ سنوات.
تعد الصين أكبر مستهلك ومستورد للوقود الأحفوري في العالم، وقد ارتفعت وارداتها إلى مستوى قياسي بلغ 542.7 مليون طن متري في عام 2024. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بانخفاض أسعار الفحم العالمية، مما شجع المشترين على استبدال الإمدادات المحلية بالواردات الأرخص.
لكن نائب رئيس جمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية، شيويه غانغ لي، أشار خلال مؤتمر اليوم إلى أن شحنات الفحم قد تنخفض بما يتراوح بين 50 مليونًا و100 مليون طن في عام 2025. وأظهرت البيانات الرسمية أن واردات الفحم انخفضت بالفعل بنسبة 8% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام المنتهي في مايو. ويمثل انخفاض قدره 100 مليون طن انخفاضًا سنويًا بنسبة 18.4%.
قال غانغ لي إن “انخفاض واردات الصين من الفحم في عام 2025 سيتجاوز التوقعات”، دون تحديد مدى الانخفاض المتوقع في واردات الفحم الحراري (المستخدم لتوليد الطاقة) والفحم المعدني (المستخدم في صناعة الصلب).
عوامل تساهم في تراجع الواردات
تساهم عدة عوامل في هذا التوقع بانخفاض الواردات:
التوجيهات الحكومية: وجهت الحكومة الصينية محطات الطاقة التي تعمل بالفحم لتقليل الواردات وتخزين المزيد من الوقود المستخرج محليًا، مما سيزيد الضغط على الأسعار.
ارتفاع الإنتاج المحلي: من المتوقع أن يرتفع إنتاج الفحم المحلي في الصين بمقدار 70 إلى 80 مليون طن هذا العام بعد انخفاضه في عام 2024، مما سيقلل من الحاجة إلى الاستيراد.
نمو الطاقة المتجددة: ساعد الارتفاع في إنتاج الطاقة المتجددة الصين على تقليل اعتمادها تدريجيًا على الفحم الحراري. فوفقًا لبيانات مركز أبحاث الطاقة “إمبر”، انخفضت حصة الفحم في توليد الطاقة إلى مستوى قياسي بلغ 54% في أبريل، بينما ارتفعت حصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية من إجمالي الإنتاج إلى 26%.