قدّم مسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأميركية، الخميس، أول إفادة سرية لأعضاء مجلس الشيوخ حول قرار الرئيس دونالد ترامب قصف ثلاثة مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، في ظل تصاعد التساؤلات حول فعالية العملية وحدود التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.
الإفادة التي كانت مقررة في الأصل الثلاثاء، شارك فيها مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ووزيرا الخارجية والدفاع، ماركو روبيو وبيت هيغسيث، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين.
الجمهوريون المشاركون في الجلسة أشاروا إلى أن الضربة “أضعفت البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير”، بحسب تعبير السيناتور توم كوتون، الذي قال إن “الولايات المتحدة وإسرائيل وجّهتا ضربة قوية للبرنامج”.
لكن في المقابل، أعرب بعض الديمقراطيين عن شكوكهم في مدى تأثير العملية، إذ صرح السيناتور كريس مورفي أن “قدرات إيران النووية لا تزال قائمة إلى حد كبير”.
وتأتي هذه التطورات في وقت يدرس فيه مجلس الشيوخ مشروع قرار يهدف إلى تقييد صلاحيات الرئيس، وإلزامه بالحصول على تفويض من الكونغرس قبل شن أي عمل عسكري إضافي ضد إيران. ومن المتوقع أن يُعرض المشروع للتصويت قريبًا.
عدد من الديمقراطيين، ومعهم بعض الجمهوريين، أعربوا عن قلقهم من تجاوز البيت الأبيض لصلاحياته الدستورية، كما طالبوا بمزيد من الشفافية بشأن الأسس الاستخباراتية التي استند إليها القرار.
وكان تقرير استخباراتي أميركي أولي قد أشار إلى أن الضربات لم تؤدِّ إلى “تدمير شامل”، بل تسببت فقط في تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، وهو ما يناقض التصريحات المتفائلة الصادرة عن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورغم ذلك، شدد وزير الدفاع هيغسيث خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون على أن “العملية كانت ناجحة بكل المقاييس”، مضيفًا: “سواء أردتم تسميته تدميرًا أو محوًا، ما جرى هو نجاح تاريخي”.
وأكدت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ومدير الـCIA جون راتكليف، في بيانين منفصلين، أن المنشآت المستهدفة “دُمرت بالكامل”.