5

اكتشف مؤرخو الفن صورة مخفية لامرأة تحت لوحة شهيرة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو، وذلك بعد مرور حوالي 125 عامًا على رسمها. وقد تم الكشف عن هذه الصورة بفضل استخدام تقنيات تصوير متطورة مثل الأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية.

اللوحة الأصلية، التي كانت قد طُمست تمامًا عندما قام بيكاسو برسم لوحة أخرى فوقها، أظهرت امرأة لم يتم تحديد هويتها بعد. ويعتقد الخبراء أن هذه المرأة قد تكون إحدى النساء اللواتي رسمهن بيكاسو في باريس عام 1901، نظرًا لتسريحة الشعر المميزة التي كانت شائعة في تلك الفترة.

وقد استخدم بيكاسو اللوحة في البداية لتصوير هذه المرأة، ولكنه في وقت لاحق قام بتغطيتها بصورة لصديقه النحات ماتيو فيرنانديس دي سوتو، وهو جالس على طاولة.

وأشار نائب رئيس قسم المعرض في معهد كورتولد للفنون في لندن، بارنابي رايت، إلى أن صورة المرأة ظهرت حرفيًا أمام أعينهم قطعة تلو الأخرى، وذلك بفضل الأساليب المبتكرة في مسح الصورة.

ورغم أن الخبراء كانوا يشكون في وجود شيء مخفي في اللوحة، إلا أنهم لم يتوقعوا اكتشاف صورة امرأة على هذا النحو. ولا يزال الخبراء يعملون على تحديد هوية هذه المرأة الغامضة، مشيرين إلى أنها قد تكون مجرد نموذج لبيكاسو، أو ربما كانت عشيقته أو صديقته.

ويُعد هذا الاكتشاف دليلًا على أن بيكاسو كان فنانًا مبدعًا ومبتكرًا، حيث كان يستكشف أساليب جديدة في تمثيل مواضيع لوحاته. كما يُظهر كيف كانت تقنياته تتطور، حيث كان يبتكر طرقًا جديدة لتغيير أسلوبه الفني.

وقد أعاد بيكاسو العمل على اللوحة عدة مرات، ربما بسبب قلة موارده المالية، ولكن أيضًا لأنه كان يستمتع بعملية تحويل اللوحات. وفيما لم تختف ملامح الصورة الأصلية تمامًا، فإن الآثار الباقية لا تزال مرئية للعين، مما يضيف بعدًا غامضًا للصورة المنقوشة تحت سطح العمل الفني.

البحث