في أول ظهور له على الساحة الدولية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، يسعى لبنان لاستعادة ثقة المجتمع المالي الدولي خلال لقاءات هامة في واشنطن، حيث يركز على تنفيذ الإصلاحات التشريعية التي يطالب بها المجتمع الدولي، مع محاولة معالجة القضايا المالية الهامة التي تراكمت في السنوات الأخيرة.
لقاءات الوفد اللبناني في واشنطن
تتمحور الاجتماعات التي يعقدها الوفد اللبناني، برئاسة وزير المال ياسين جابر وعضوية وزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، حول كيفية تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية لتقليص فجوة الثقة التي نشأت بسبب تدهور الوضع المالي في لبنان. كما نوقشت في اللقاءات الأخيرة التعديلات التي أُقرت في قانون السرية المصرفية، إلى جانب رأس المال المخصص لصندوق النقد الدولي، وهي إشارات إيجابية على الالتزام اللبناني بالتحرك نحو إصلاحات ملموسة.
الحديث عن الحلول المالية: الودائع والتعافي
من أبرز القضايا التي تناولها الوفد اللبناني كان وضع الودائع المصرفية، إذ تم بحث كيفية الوصول إلى حل عادل لودائع المواطنين ومصادر تمويل الحلول الممكنة. وكانت هذه المباحثات خطوة هامة مقارنة بالاجتماعات السابقة التي كانت تخرج بتوصيات دون تنفيذ فعلي.
التركيز على القضايا السياسية والأمنية
على الصعيد السياسي، تركزت المناقشات مع الإدارة الأميركية على تطبيق القرار 1701، الذي يحدد معايير السلام في لبنان والمنطقة، وخاصة مسألة سلاح “حزب الله”. كما تم بحث علاقات لبنان مع محيطه العربي، حيث أبدت الولايات المتحدة اهتمامًا متزايدًا بتنفيذ هذا القرار، مع تشديد على ضرورة التزام الأطراف المعنية ضمن مهلة زمنية محددة.
التعاون الأميركي مع لبنان والمنطقة
من جانب آخر، تواصل الإدارة الأميركية العمل على ملفات إقليمية ساخنة تشمل أوكرانيا، روسيا، إيران وسوريا، بالإضافة إلى لبنان، حيث تم إنشاء فرق عمل متخصصة للتعامل مع هذه الملفات المعقدة، بهدف تسريع الحلول والتجاوز البيروقراطي التقليدي.
لبنان والتزامه بالقرارات الدولية
أكد الجانب اللبناني في لقاءاته التزامه الكامل بتنفيذ القرارات الدولية، وأوضح أن لبنان قد أحرز تقدمًا في هذا الاتجاه، سواء في ما يتعلق بالجنوب اللبناني أو في مجالات أخرى مثل المرافق العامة والمطارات. كما شدد على ضرورة دعم الجيش اللبناني من قبل المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي في البلاد.
الولايات المتحدة والإصلاحات المالية
تسعى الولايات المتحدة إلى تسريع تطبيق الإصلاحات المالية في لبنان، بالتوازي مع المفاوضات الدائرة مع إيران، مما سيؤثر بشكل مباشر على التقدم اللبناني في هذا المجال. أظهرت الإدارة الأميركية بشكل واضح أنها غير مستعدة للعودة إلى الوراء في ما يتعلق بالمتغيرات التي حدثت في المنطقة، بما في ذلك تطورات الوضع في لبنان وسوريا.