الليدي ديانا بإطلالة من شانيل

في عالم الموضة، قلّما نجد قطعة جمعت بين التحرّر والترف كما فعلت البدلة النسائية التي ابتكرتها المصممة الفرنسية كوكو شانيل. لم تكن مجرد زيّ أنيق، بل إعلان تمرّد أنثوي ضد القيود التي كبّلت أناقة المرأة وحركتها في بدايات القرن العشرين.

في عشرينيات القرن الماضي، غيّرت شانيل قواعد اللعبة حين قدّمت بدلة التويد الشهيرة المستوحاة من أجواء الأرياف الاسكتلندية التي قضت فيها أوقاتها مع دوق وستمنستر. استعارت أقمشة الرجال الثقيلة، لكنها أضافت إليها لمساتها الأنثوية مثل خيوط المعدن وأزرار الأسد والتقليمات الفروية، فجمعت بين الصرامة والنعومة في تصميمٍ واحد.

ومنذ ذلك الحين، لم تعد بدلة شانيل مجرّد موضة عابرة، بل رمزًا للأنوثة القوية والأناقة التي تتجدّد مع الزمن.

كارل لاغرفيلد… روح جديدة في جسد كلاسيكي

مع تولي كارل لاغرفيلد قيادة دار شانيل في الثمانينيات، اكتسبت البدلة حياة جديدة. رفع أطوال التنانير، وأضاف تفاصيل مبتكرة، مانحًا التصميم الأصلي جرأة عصرية حافظت على روح شانيل الكلاسيكية، وأعادت للدار مكانتها كرمزٍ للأناقة الراقية.

نجمات جسّدن الأيقونة عبر العقود

لم تغب بدلة شانيل يومًا عن السجادة الحمراء، فقد تألقت بها أبرز النجمات العالميات بأساليب تعبّر عن شخصياتهن الفريدة:

الأميرة ديانا: بدلة باللون الأزرق السماوي جمعت بين النعومة الملكية والبساطة.

نيكول كيدمان: اختارت تويدًا بدرجات البني والبرتقالي في إطلالة توازن بين العصرية والكلاسيكية.

تيلدا سوينتون: بدلة بيضاء بزيتوني ظهرت بها في سيول عام 2015، تمثّل الجرأة الفنية.

ليلي-روز ديب: نسقت بدلة زهريّة باستيليّة ناعمة جسّدت الأنوثة الحديثة.

بينيلوبي كروز: في مدريد عام 2024، ارتدت فستانًا على هيئة بدلة قصيرة بنقشة المربعات مع تفاصيل زهرية أضافت طابعًا إسبانيًا حيويًا.

تصميم خالد يتجاوز الزمن

تُجسّد بدلة شانيل جوهر الأناقة الحديثة: مزيج من القوّة والنعومة، الكلاسيكية والتجديد. من القصور الملكية إلى عروض الأزياء، ومن باريس إلى هوليوود، ما زالت البدلة تكتب فصولًا جديدة من قصة بدأت بالتمرّد وانتهت بالخلود.

البحث