غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، موافقته على مقترح لوقف إطلاق النار في غزة قدّمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية. وبعد دقائق، أكدت حركة حماس استلامها نص المقترح عبر وسطاء وبدء دراسته.

وتتضمن وثيقة ويتكوف بنوداً بارزة، أبرزها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن شخصياً الاتفاق في مؤتمر صحفي، مؤكداً التزام الأطراف ببنوده، في حين تضمن الولايات المتحدة ومصر وقطر سريان وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، مع إمكانية التمديد. كما ستُوثّق الأنشطة العسكرية الإسرائيلية مع بدء تنفيذ الاتفاق، على أن تبدأ المفاوضات حول الترتيبات النهائية للتهدئة في اليوم الأول من الهدنة. وبحسب الوثيقة، ستلتزم حماس بتقديم معلومات شاملة عن جميع الأسرى المتبقين بحوزتها في اليوم العاشر من وقف إطلاق النار.

ويُثار تساؤل أساسي حول إمكانية نجاح هذا المقترح في إنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ ما يقرب من 20 شهراً، ومدى استعداد حماس لقبوله.
وفي هذا السياق، قال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، لموقعي “العربية.نت” و”الحدث.نت”، إن المقترح يمثل خطوة إيجابية، لكنه يفتقر إلى نص صريح بشأن انسحاب إسرائيلي من القطاع، وهو ما قد يُشكل عائقاً أمام قبوله من قبل حماس. وأضاف: “لن تقبل حماس بالاتفاق ما لم يتضمن بوضوح أن وقف إطلاق النار المؤقت هو مقدمة لوقف دائم، إلى جانب التزام إسرائيل بانسحاب مرحلي من غزة”.

وأشار رشاد إلى غياب ضمانات واضحة تفرض على إسرائيل الالتزام بوقف العمليات العسكرية أو الانسحاب، لافتاً إلى ما وصفه بـ”السوابق” من جانب نتنياهو في خرق الاتفاقات السابقة وإعادة التصعيد في غزة.

أما اللواء أركان حرب أيمن عبدالمحسن، الخبير العسكري والاستراتيجي، فاعتبر في حديثه لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” أن الوثيقة تمثل فرصة غير مسبوقة للتوصل إلى اتفاق، لا سيما في ظل الجهود المتواصلة من الوساطة الثلاثية بين مصر وقطر والولايات المتحدة. لكنه أشار أيضاً إلى وجود عقبات، أبرزها الخلاف حول ملف الأسرى، حيث تطالب إسرائيل بإطلاق سراحهم دفعة واحدة، بينما تعرض حماس الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثة، مقسّمين على يومين خلال الهدنة.

كما أشار إلى مطالبة حماس بضمانات أميركية لاستمرار المفاوضات خلال فترة التهدئة، في وقت تواصل فيه إسرائيل تأكيد نيتها الاستمرار في عملياتها العسكرية لعدة أشهر، مع الحديث عن جدول زمني لخروج حماس من غزة.

ويعتقد عبدالمحسن أن أحد أسباب تأخر التوصل إلى هدنة يعود إلى رغبة نتنياهو في إطالة أمد الحرب لضمان بقائه السياسي حتى نهاية ولايته في 2026، إلى جانب الضغوط التي يواجهها من شركائه في الائتلاف الحاكم مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، المهددين بالانسحاب في حال التوصل إلى تهدئة لا تلبي مطالبهم.

ورأى الخبير العسكري أن المقترح يخدم إسرائيل من حيث كونه لا ينص على انسحاب عسكري ولا يقدم ضمانات ملزمة لإنهاء الحرب، ما يجعل من المتوقع أن توافق عليه الحكومة الإسرائيلية بعد استكمال مشاوراتها الأمنية. ومع ذلك، لفت إلى وجود تفاؤل أميركي بإمكانية نجاح المبادرة، خاصة مع تنامي جهود الوساطة المصرية والقطرية لسد الفجوات بين الطرفين.

البحث