أثارت المواجهة العلنية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، الجمعة، تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأميركية-الأوكرانية، وسط ترقب روسي واستنفار أوروبي.
تصاعد التوتر بين الطرفين بعد وصف ترامب لزيلينسكي بـ”الدكتاتور”، ثم توتر العلاقة بشكل أكبر إثر مكالمة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 شباط، ما عزز مخاوف كييف وحلفائها الأوروبيين من تقارب واشنطن وموسكو.
وتزايدت المخاوف بعد اجتماع غير مسبوق بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا في الرياض، دون إشراك أوكرانيا أو الأوروبيين، ما قد يشير إلى تحركات لإنهاء الحرب دون ضمانات لكييف.
موقف إدارة ترامب
تشعر إدارة ترامب بأن أوكرانيا لم تُبدِ امتنانًا كافيًا للمساعدات العسكرية الأميركية السابقة، وهو ما عبّر عنه نائب الرئيس جاي دي فانس علنًا. وبعد اللقاء، صرح ترامب عبر “تروث سوشيال” بأن زيلينسكي “يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام”، فيما طالبه وزير الخارجية ماركو روبيو بالاعتذار.
المحللون يرون أن موقف ترامب ليس مفاجئًا نظرًا لشكوكه المستمرة بشأن دعم أوكرانيا ورفضه تحميل موسكو مسؤولية الحرب. وقد تلمّح الإدارة الأميركية إلى تقليص شحنات الأسلحة المستقبلية إلى أوكرانيا.
ردود الفعل الأوروبية
سارعت الدول الأوروبية لدعم زيلينسكي، إذ أكد المستشار الألماني أولاف شولتس التزام أوروبا بمساندة أوكرانيا، بينما دعت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني إلى قمة عاجلة مع واشنطن وحلفائها.
بدورها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن “العالم الحر بحاجة إلى زعيم جديد”، مؤكدة وقوف أوروبا إلى جانب أوكرانيا.
وفي تصعيد للخطاب، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن “المعتدي هو روسيا”، معتبراً أن فلاديمير بوتين، وليس زيلينسكي، هو من يهدد بحرب عالمية ثالثة.
ومن المقرر أن يجتمع القادة الأوروبيون في لندن غدًا بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فيما دعا رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا إلى قمة أوروبية حول أوكرانيا في 6 مارس.