تشكل وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، وقد أصبحت الدراسات تركز بشكل متزايد على تأثيراتها على الأفراد في مختلف الأعمار. مع تزايد معدلات استخدام الإنترنت وانتشار الأجهزة الذكية، أصبح التغيير الذي طرأ على قدرة الإنسان على التركيز من القضايا الهامة التي لا يمكن تجاهلها، كما ورد في تقرير نشرته Financial Times.
ما هو التغيير؟
شهدت العلاقة بين الإنسان والمعلومة تغيرًا كبيرًا في ظل تدفق المعلومات الإلكترونية بسرعة هائلة. لم يعد هناك وقت كافٍ للتركيز على البحث عن المعلومات عبر الإنترنت، ولم يعد التواصل مع الآخرين متاحًا كما كان في السابق بسبب الكم الهائل من المحتوى الذي نتلقاه يوميًا. هذا التغيير أدى إلى تحول في سلوك الإنسان المعاصر، حيث أصبح أكثر اعتمادًا على الاستهلاك السلبي للمعلومات دون تفاعل حقيقي. فإذا كنت تعاني من مشاكل في التركيز، فأنت لست وحدك. فالفحوصات الدماغية أظهرت تغيرًا في قدرة الإنسان على التحليل واتخاذ القرارات، حيث بدأت هذه القدرة تتراجع تدريجيًا منذ عام 2010 في مختلف المجالات، وهو تراجع لا يقتصر على المراهقين فقط بل يشمل البالغين أيضًا.
الصعوبات الجديدة:
في السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن القدرة على التفكير والتركيز تراجعت بشكل ملحوظ، بينما ارتفعت مستويات الاضطرابات المرتبطة بتعلم مهارات جديدة. كما أن معدلات المطالعة بين المراهقين شهدت انخفاضًا مقلقًا.
كيف يمكن تعزيز القدرة على التركيز؟
- ممارسة الرياضة: يوجد ارتباط وثيق بين ممارسة الرياضة وتحسين القدرة على التركيز. فالتمارين الرياضية تساهم في إفراز مواد كيميائية في الدماغ تساعد في تقليل التوتر، وتحسين النوم، وتعزيز التواصل العصبي. ينصح الخبراء بممارسة 150 دقيقة من المشي أسبوعيًا.
- اتباع نظام غذائي متوسطي: هذا النظام الغذائي ثبت أنه يعزز صحة الدماغ ويحسن الوظائف العقلية.
- معالجة المشكلات الصحية: من الضروري معالجة أي مشاكل صحية قد تؤثر سلبًا على القدرة على التركيز.
- مراجعة الأدوية: بعض الأدوية قد تؤثر على التركيز، لذا من المهم مراجعة الأدوية مع الطبيب.
- النوم الكافي: الحصول على ما لا يقل عن 8 ساعات من النوم يوميًا أمر أساسي لتحسين التركيز.