حاز دواء “أوزمبيك”، المستخدم لعلاج السكري وتحفيز فقدان الوزن، شهرة واسعة في العديد من الدول. ورغم ذلك، يثير الاستخدام المتزايد له دون استشارة طبية مخاوف متزايدة بشأن آثاره الجانبية، التي قد تتراوح بين أعراض شائعة مثل الغثيان والإمساك والإرهاق، وصولًا إلى مشكلات صحية خطيرة قد تشمل التهاب البنكرياس، سرطان الغدة الدرقية، شلل المعدة وحتى فقدان البصر.
وفقاً لـ صحيفة “ديلي ميل”، كشفت تقارير حديثة تشير إلى أن بعض مستخدمي “أوزمبيك” يعانون من مشكلات في السمع، تضم طنينًا مؤلمًا، أصواتًا مكتومة، وفي الحالات الأشد، فقدانًا تامًا للسمع.
ويظن بعض الأطباء أن فقدان الوزن السريع قد يؤثر على الأنسجة الدهنية حول أنابيب أوستاشيان التي تربط الأذن بالحلق، مما يتسبب ببقائها مفتوحة بشكل غير طبيعي، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات سمعية. وأكد الدكتور روبرت دي سوغرا، استشاري السمعيات في نيوجيرسي، أن هذه الحالة قد تفسر فقدان السمع لدى بعض المرضى.
في المقابل، يشكك بعض الخبراء في وجود علاقة مباشرة بين “أوزمبيك” ومشاكل السمع، حيث أشار الدكتور ليونارد جايسون من جامعة ديبول إلى عدم وجود أدلة قاطعة تربط بين الدواء وهذه الأعراض. كما أكدت أخصائية التغذية كارولين ويليامز أن التقارير حول تأثير “أوزمبيك” على السمع لا تزال محدودة وغير مدعومة بأبحاث كافية.
آثار جانبية أخرى مقلقة
إلى جانب مشكلات السمع المحتملة، يعاني نحو 20% من مستخدمي “أوزمبيك” من الغثيان، التقيؤ، والإسهال، وهي أعراض غالبًا ما تختفي بعد أسابيع. إلا أن القلق الأكبر يتعلق بالتهاب البنكرياس، الذي قد يؤدي إلى فشل الأعضاء في بعض الحالات.
كما كشفت دراسة من جامعة هارفارد أن الدواء قد يزيد من خطر الإصابة بحالة نادرة تُعرف باسم “NAION”، والتي تسبب فقدان البصر نتيجة انقطاع تدفق الدم إلى أعصاب العين.
ورغم التقارير المتزايدة حول الطنين وفقدان السمع، لم تصدر حتى الآن أي تحذيرات رسمية من الجهات الصحية بشأن هذه المخاطر. ومع استمرار تداول الشكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظل الجدل قائمًا حول مدى أمان استخدام “أوزمبيك” وتأثيراته المحتملة على الصحة.