تراجعت أسعار الغاز في أوروبا بشكل طفيف خلال تعاملات جلسة الاثنين، مدفوعة بتوقعات بأن تكون موجة البرد الحالية قصيرة الأجل، رغم استمرار المخاوف المرتبطة بانخفاض سعة التخزين والاعتماد المتزايد على واردات الغاز الطبيعي المسال.
وأظهرت بيانات بورصة لندن للغاز أن العقد المرجعي الهولندي للشهر الأول من العام المقبل انخفض بمقدار 0.20 يورو ليصل إلى 31.72 يورو (36.78 دولار) لكل ميغاواط/ساعة، أي ما يعادل 10.79 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وذلك بحلول الساعة 08:04 بتوقيت غرينيتش. كما تراجع العقد البريطاني لليوم التالي بمقدار 0.8 بنس إلى 81.20 بنس لكل وحدة حرارية.
وجاء هذا التراجع مع افتتاح السوق على انخفاض، نتيجة توقعات بطقس أكثر اعتدالاً في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لكبير محللي السوق في شركة «مايند إنرجي»، كارستن ساندر نيلسن، الذي أشار إلى أن السوق لم تتأثر بعد بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المائة على الصادرات الصينية.
من جانبه، قال خبير الأرصاد في بورصة لندن، جورج مولر، إن الأسبوع الحالي سيشهد طقساً بارداً وجافاً إلى حدٍّ ما، على أن يصبح أكثر اعتدالاً ونشاطاً الأسبوع المقبل، مع درجات حرارة قريبة من المعدلات الطبيعية وأمطار متفرقة.
وأشار محلل البورصة يوري أونيشكيف إلى أن ارتفاع الطلب على التدفئة وتوليد الطاقة، إلى جانب تراجع إمدادات الغاز المسال بسبب الإضرابات المستمرة في المحطات الفرنسية، قدَّم بعض الدعم للأسعار.
وأكدت شركة «إلينجي» المشغِّلة للغاز المسال، أن الإضرابات ستستمر في التأثير على عمليات التصدير من محطات «فوس كافاو» و«فوس تونكين» و«مونتوار» حتى يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
وفي مذكرة صادرة عن شركة «تيميرا إنرجي»، رجّح المحللون أن تبقى أسعار مراكز الغاز الأوروبية مدعومة حتى الربع الرابع من عام 2025، إذ تواصل أوروبا تقديم عروض قوية لشراء شحنات الغاز المسال بدلاً من الاعتماد على السحب السريع من المخزون.
وأشاروا إلى أن القارة ستدخل فصل الشتاء بكمية غاز أقل بنحو 10 ملايين طن مقارنة بالعام الماضي، مما يترك هامشاً محدوداً للمخزون في حال شهدت أوروبا شتاءً أكثر برودة من المعتاد.
وبيّنت بيانات البنية التحتية للغاز أن مواقع تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي كانت ممتلئة بنسبة 83 في المائة هذا العام، مقارنة بنسبة 94.9 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.