الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو

قبل أيام من الجولة الثانية المنتظرة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، والتي ستُعقد السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما، طرأ تطور جديد على الملف النووي الإيراني، في وقت لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يؤكد عزمه منع طهران من امتلاك سلاح نووي.

فقد كشف تقرير أميركي حديث أن ترامب تراجع عن دعم ضربة عسكرية إسرائيلية كانت مقررة ضد منشآت نووية إيرانية، مفضلاً إعطاء فرصة للمسار التفاوضي للتوصل إلى اتفاق يُقيد البرنامج النووي الإيراني.
ووفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، فإن الرئيس ترامب رفض تنفيذ تلك الضربة التي كانت إسرائيل قد خططت لها الشهر المقبل، وذلك وسط انقسام داخل فريقه بين مؤيد للحل العسكري وآخر يدفع نحو التفاوض.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل كانت على وشك تنفيذ العملية بمساعدة من واشنطن، وكانت الخطة تهدف إلى تعطيل التقدم الإيراني في تطوير السلاح النووي لمدة لا تقل عن عام، لكن تنفيذها كان يتطلب دعماً أميركياً مباشراً، سواء لصد أي رد فعل إيراني أو لضمان فاعلية الضربات الجوية.
إلا أن قرار ترامب في اللحظة الأخيرة حال دون تنفيذ الهجوم، بعد نقاشات مطولة داخل إدارته، أفضت إلى توافق هش على إعطاء الأولوية للمسار الدبلوماسي بالتزامن مع انطلاق المحادثات مع إيران.

وكانت الجولة الأولى من المفاوضات قد عُقدت في 12 نيسان الجاري في العاصمة العُمانية مسقط، وجمعت وفدين رفيعين من الطرفين، حيث ترأس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، بينما ترأس الوفد الأميركي المبعوث الخاص للرئيس ستيف ويتكوف. ووُصفت المحادثات حينها بأنها “بناءة”، وفق بيان الخارجية الإيرانية.

وتستعد روما لاستضافة الجولة الثانية يوم السبت، وسط تصاعد الجدل داخل الإدارة الأميركية بشأن النهج الأنسب للتعامل مع إيران.
وفي هذا السياق، أعرب ترامب مؤخراً عن إحباطه من وتيرة المفاوضات، قائلاً خلال لقاء مع رئيس السلفادور نجيب بوكيلة في البيت الأبيض: “أعتقد أنهم يماطلوننا”، ولم يستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل المحادثات.

وتُظهر التقارير وجود انقسام حاد داخل الإدارة الأميركية بين تيارين؛ الأول يميل نحو الحل الدبلوماسي، ويقوده بشكل غير رسمي نائب الرئيس جيه دي فانس، ويضم أيضًا المبعوث الخاص ستيف ويتكوف ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ويحظى بدعم إعلامي من المقرّب من ترامب، تاكر كارلسون.
يرى هذا الفريق أن التفاوض هو السبيل الأفضل لتفادي التصعيد، ويُحذر من أن ضربة عسكرية قد تُعرّض القوات الأميركية في المنطقة للخطر، وقد تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، ما يفاقم الضغوط على الاقتصاد الأميركي.

أما المعسكر الثاني، الذي يقوده مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو، فيتبنى موقفاً أكثر تشدداً، ويشكك في جدوى أي اتفاق مع طهران، معتبرًا أن إيران حالياً في أضعف حالاتها ويجب استغلال ذلك من خلال فرض شروط صارمة، أو حتى اللجوء إلى ضربة عسكرية مباشرة، أو دعم الضربة الإسرائيلية على الأقل.
ويحظى هذا التوجه بدعم شخصيات بارزة في مجلس الشيوخ مثل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام وتوم كوتون، وفقًا لتقرير موقع “أكسيوس”.

وفي ظل هذا الانقسام الحاد، تترقب الأوساط السياسية والدولية نتائج جولة روما، التي قد تحدد مستقبل المسار النووي الإيراني، والعلاقة المتوترة بين طهران وواشنطن.

البحث