أكدت مصادر تركية رفض أنقرة لأي مخططات تهدد وحدة الأراضي السورية أو تقوض سلطة حكومتها المركزية، وذلك في رد على مطالب الأكراد بتبني نظام حكم لا مركزي في سوريا، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وتعتبر تركيا، التي دعمت فصائل المعارضة المسلحة ضد الرئيس السابق بشار الأسد لسنوات وتعد الحليف الأجنبي الأقرب للحكومة السورية الحالية، أن مطالب الأكراد السوريين بنظام حكم لا مركزي تشكل خطرًا بسبب ما تراه من صلات تربطهم بمسلحين أكراد داخل تركيا، حيث تسعى أنقرة لإنهاء نزاع طويل الأمد مع حزب العمال الكردستاني المحظور.
جاء هذا الرفض بعد اتفاق أحزاب كردية سورية متنافسة، بما فيها قوات سوريا الديمقراطية المسيطرة على شمال شرق البلاد، على رؤية سياسية مشتركة تدعو إلى نظام حكم لا مركزي، وهو ما سبق أن رفضته القيادة السورية. وقد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه المطالب بأنها “مجرد حلم”.
وأوضح مصدر في وزارة الخارجية التركية أن بلاده “لا تقبل أي مبادرة تستهدف وحدة الأراضي السورية أو تمس سيادتها أو تسمح بحمل السلاح من قبل جهات خارج السلطة المركزية السورية.” وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
ورغم ترحيب أنقرة باتفاق سابق بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق لدمج الهيئات الحاكمة والقوات الأمنية الكردية مع الحكومة المركزية، إلا أنها تشدد على ضرورة تفكيك وحدات حماية الشعب الكردية وسلسلة القيادة في قوات سوريا الديمقراطية.
وأفاد مصدر بأن تركيا منحت دمشق “المساحة اللازمة” لمعالجة مخاوفها بشأن المسلحين الأكراد، محذرة سابقًا من تدخل عسكري إذا لم يتم التعامل مع هذه المخاوف. كما صرح مصدر في وزارة الدفاع التركية بأن مطالب الحكم الذاتي قد تضر بسيادة سوريا واستقرار المنطقة، مؤكدًا رفض بلاده لتفكك وحدة الأراضي السورية تحت أي غطاء ومعارضتها لخطاب الحكم الذاتي واللامركزية.
وفي سياق آخر، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيسيلي، جميع دول المنطقة للمساهمة في أمن واستقرار سوريا، وطالب إسرائيل بوقف غاراتها الجوية التي وصفها بأنها تضر بوحدة سوريا وسلامة أراضيها، مؤكدًا أن أنقرة من أشد منتقدي إسرائيل وترغب في رفع العقوبات الغربية عن سوريا وانسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق البلاد.