في قرية لوكا الصغيرة بجمهورية التشيك، تثبت أنيزكا كاشباركوفا، البالغة من العمر 94 عاماً، أن الإبداع والشغف لا تحدّهما الأرقام. فبعد أن أمضت حياتها عاملة في الزراعة، قرّرت أن تجعل قريتها أكثر جمالاً وإشراقاً من خلال الرسم على جدرانها، مستوحيةً إلهامها من قرية بولندية زُيّنت بالكامل برسومات زهرية ملونة.
بدأت أنيزكا هذه الهواية بعد أن تعلّمتها من امرأة متقاعدة أخرى كانت تقوم بالعمل التطوعي نفسه قبل أن تفارق الحياة. ومنذ ذلك الحين، أصبح زينة القرية الفنية رسالتها، حيث استمدت أفكارها من الفنون المورافية التقليدية التي يشتهر بها جنوب التشيك.

تقول أنيزكا في حديث مع إحدى وسائل الإعلام التشيكية:
“أنا فنانة، أقوم بذلك لأنني أستمتع به وأحب المساهمة في نشر الجمال. أنا فقط أفعل ما أحب، وأسعى لتزيين العالم قليلاً.”
خلال فصلَي الربيع والصيف، تحمل أنيزكا فرشاتها الصغيرة وزجاجة طلاء أزرق نابض بالحياة، وتقضي أيامها في رسم أنماط زهرية متقنة على إطارات النوافذ وأبواب المنازل، ولم تكن تتوقع أن أعمالها ستجذب الإعجاب ليس فقط من سكان قريتها، بل من العالم أجمع.

تجسّد أنيزكا كاشباركوفا بفنها البسيط والمذهل حقيقة أن العمر مجرد رقم، وأن الشغف والإبداع لا يخضعان للقيود الزمنية. قصتها هي دعوة للجميع لاحتضان مواهبهم ومواصلة السعي خلف أحلامهم، مهما كان عمرهم، لأن الفن والجمال لا يتقاعدان أبداً.