تواصلت لليلة الخامسة على التوالي الاشتباكات بين إيران وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان إطلاق الصواريخ والتهديدات في تصعيد خطير أثار القلق الدولي من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة. وفيما تزايدت الضربات المتبادلة، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى “إخلاء طهران فوراً”، وسط عمليات إجلاء واسعة لمواطنين أجانب من كل من إيران وإسرائيل.
بدأ التصعيد منذ يوم الجمعة بهجوم إسرائيلي قالت تل أبيب إنه يستهدف منع إيران من امتلاك سلاح نووي. ومنذ ذلك الحين، تصاعدت العمليات العسكرية مع تفعيل متكرر لأنظمة الدفاع الجوي في كلا البلدين، وتعرضت منشآت حيوية في إيران، من بينها مبنى التلفزيون الوطني، لهجمات مباشرة.
وبينما يدعو المجتمع الدولي إلى التهدئة، يواصل الطرفان تبادل الضربات؛ إذ أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إطلاق “الدفعة التاسعة من الهجمات المركبة” التي شملت صواريخ ومسيّرات، في حين تؤكد إسرائيل أنها تحقق “نجاحات نوعية” عبر استهداف قيادات إيرانية بارزة.
خسائر بشرية كبيرة وتبادل للاتهامات
بحسب المصادر الرسمية، أدت الهجمات الإيرانية على إسرائيل إلى مقتل 24 شخصاً منذ بدء التصعيد، فيما أسفرت الغارات الإسرائيلية على طهران ومناطق أخرى عن مقتل ما لا يقل عن 224 شخصاً، من بينهم 3 عناصر من الهلال الأحمر، وإصابة أكثر من ألف آخرين.
صافرات الإنذار دوت مراراً في إسرائيل، خاصة في المناطق الشمالية، فيما أكد الجيش رصده لصواريخ أُطلقت من إيران.
ترامب يدعو لإخلاء طهران ويؤكد رفضه امتلاك إيران للسلاح النووي
في منشور على منصته “تروث سوشال”، شدد ترامب على أنه “كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق النووي عندما أُتيحت لها الفرصة”، مؤكداً أن “إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً تحت أي ظرف”. وأشار إلى أن مغادرته المبكرة لقمة مجموعة السبع جاءت بسبب تطورات الشرق الأوسط.
عمليات إجلاء جماعية دولية
تتسابق الدول على إجلاء مواطنيها من مناطق النزاع. فقد حثّت الصين رعاياها على مغادرة إسرائيل “بأسرع وقت”، وأعادت روسيا مئات المواطنين من إيران، في حين بدأت دول أوروبية مثل ألمانيا وبولندا وسلوفاكيا بتنظيم رحلات إجلاء عبر الأردن وقبرص.
وأعلنت ألمانيا أنها تنظم رحلات عارضة من عمّان إلى فرانكفورت، فيما بدأت بولندا وسلوفاكيا بإجلاء مواطنيهما براً وجواً. كما نظّمت روسيا عمليات عبور بري وجوي لمئات من رعاياها من إيران.
نتنياهو يتوعد بـ”تغيير وجه الشرق الأوسط”
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في مؤتمر صحافي مساء الإثنين إن إسرائيل “تغير وجه الشرق الأوسط”، مؤكداً أن الهجمات الإسرائيلية أضعفت القيادة الإيرانية، ومشيراً إلى أن “اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي قد يضع حداً للنزاع”، وهو تصريح أثار ردود فعل دولية غاضبة.
تحذيرات دولية من كارثة
في قمة مجموعة السبع، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف استهداف المدنيين، محذراً من أن محاولة تغيير النظام في إيران بالقوة ستكون “خطأ استراتيجياً”. وأعربت إيران عن استيائها من الضربات الإسرائيلية، مؤكدة أن واشنطن “قادرة على وقفها باتصال واحد”.
الملف النووي يعود إلى الواجهة
تأتي هذه التطورات بينما كانت إيران والولايات المتحدة تستعدان لجولة مفاوضات نووية جديدة في سلطنة عمان، قبل أن تنهار بسبب التصعيد العسكري. إسرائيل أعلنت أنها “دمرت المنشأة الرئيسية” لتخصيب اليورانيوم في نطنز، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفت وقوع هجوم على المنشأة تحت الأرض.