أكدت تركيا التزامها بدعم سوريا في مواجهة الإرهاب وتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية، وذلك من خلال مذكرة تفاهم عسكرية تم توقيعها في أنقرة، الأربعاء، بين وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ورئيس المخابرات حسين سلامة، بعد أشهر من المحادثات بين الجانبين.
وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع التركية، خلال الإحاطة الأسبوعية للوزارة الخميس، أن بلاده ستزود سوريا بأنظمة أسلحة ومعدات لوجستية، إلى جانب تقديم الاستشارات الفنية والعسكرية في حال تطلب الأمر، مؤكداً أن الجيش التركي سيواصل دعم سوريا بخبرته في مواجهة الإرهاب وتعزيز قدراتها الدفاعية.
وأوضح المسؤول أن مذكرة التفاهم تهدف إلى تنسيق التخطيط العسكري، وتنظيم التدريبات، وتبادل المعلومات والخبرات، وتأمين احتياجات الدفاع والتدريب الفني للجيش السوري، مشيراً إلى أنها تمثل خطوة استراتيجية في تعزيز التعاون العسكري بين أنقرة ودمشق.
وقالت وزارة الدفاع التركية عبر منصة “إكس” إن اللقاء تناول قضايا الدفاع والأمن على الصعيدين الثنائي والإقليمي، بينما ذكرت وكالة “سانا” أن المذكرة تشمل إعادة هيكلة مؤسسات الجيش السوري، وتطوير قدراته العملياتية في مجالات مكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، والدفاع السيبراني، والهندسة العسكرية، واللوجستيات، وعمليات حفظ السلام، إلى جانب إرسال خبراء أتراك لتقديم الدعم الفني والتدريبي وفق معايير دولية.
انتقادات لـ«قسد»
وفي سياق متصل، وجهت وزارة الدفاع التركية انتقادات حادة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، متهمة إياها بعدم الالتزام بالاتفاق الموقَّع مع دمشق في 10 مارس الماضي، والذي ينص على اندماج القوات في مؤسسات الدولة السورية.
وقال المسؤول العسكري إن “قسد”، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتلقى دعماً من الولايات المتحدة، لم تلتزم بأي بند من الاتفاق، وواصلت خطابها الانفصالي وتقويض وحدة سوريا وسلامة أراضيها، في إشارة إلى المؤتمر الذي عقدته “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” في الحسكة يوم 8 أغسطس الجاري، تحت عنوان “مؤتمر وحدة الموقف”.
ويعد هذا أول رد رسمي تركي على المؤتمر، الذي اعتبرته أنقرة مخالفاً للاتفاقات الموقعة بين دمشق وقسد، ومؤشراً على استمرار التوجهات الانفصالية في شمال سوريا، حسب تعبير المسؤول التركي.