أعربت تقارير إعلامية إسرائيلية عن قلق متزايد إزاء تطور العلاقات العسكرية بين مصر والصين، وسط تحذيرات من أن هذا التعاون قد يؤدي إلى اختلال في التوازن الاستراتيجي الإقليمي لصالح القوات المسلحة المصرية.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية مخاوفها من اجتماعات رفيعة المستوى عقدها مسؤولون عسكريون مصريون مع نظرائهم الصينيين، ناقشوا خلالها صفقات أسلحة متقدمة تشمل سفنًا حربية وأنظمة دفاع جوي حديثة.
تقليص الاعتماد على واشنطن
وذكرت الصحيفة أن مصر تنتهج سياسة دفاعية جديدة تهدف إلى تنويع مصادر تسليحها، والتقليل من الاعتماد على الولايات المتحدة كمصدر رئيسي للأسلحة، خاصة في ظل القيود الأمريكية المفروضة على بعض الصادرات الدفاعية.
ولم يقتصر التعاون المصري الصيني على التسليح فقط، بل امتد إلى برامج التدريب العسكري المشترك، والتكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك الحرب الإلكترونية وأنظمة المراقبة، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا لإنتاج الأنظمة محليًا.
شراكة إنتاجية في التسليح
وأضافت التقارير أن الصين قدمت لمصر عروضًا تشمل شراكات في الإنتاج العسكري المشترك، تشمل أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيرة، وهو ما يعكس استراتيجية مصرية لتعزيز الاكتفاء الذاتي في المجال الدفاعي.
وفي هذا السياق، ترى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن تعميق التعاون بين القاهرة وبكين قد يؤدي إلى تغيير مقلق في ميزان القوى التقليدي بين مصر وإسرائيل، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية ووجود بؤر ساخنة مثل غزة، السودان، وليبيا.
تعزيز الشراكات الدولية
وأشار التقرير إلى أن مصر لا تكتفي بالتقارب مع الصين، بل تعمل بالتوازي على توسيع علاقاتها الدفاعية مع دول أخرى مثل روسيا، فرنسا، ألمانيا، والهند، في إطار رؤية استراتيجية لبناء قوة ردع إقليمية متعددة المصادر.
ويأتي هذا التحول في سياق إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تتراجع الهيمنة الأمريكية التقليدية، فيما تتقدم قوى دولية كبرى مثل الصين وروسيا لملء الفراغ، بما يعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة.