كشف تقرير مشترك صادر عن منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة عن استمرار العنف ضد المرأة كأحد أكثر أزمات حقوق الإنسان إلحاحاً وتهميشاً على مستوى العالم، مع تقدّم ضئيل للغاية على مدى العقدين الماضيين.
ويشير التقرير إلى أن امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء حول العالم، أي نحو 840 مليون امرأة، تعرّضت للعنف من قبل شريكها الحميم أو للعنف الجنسي خلال حياتها، فيما تعرّضت 316 مليون امرأة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية وحدها للعنف الجسدي أو الجنسي من شركائهن.
ولأول مرة، يقدم التقرير تقديرات حول العنف الجنسي الممارس من قبل غير الشركاء، حيث تعرّضت 263 مليون امرأة للعنف الجنسي من شخص آخر منذ سن الخامسة عشرة. ويشير الخبراء إلى أن الأرقام الفعلية قد تكون أكبر بكثير بسبب نقص الإبلاغ الناتج عن الخوف والوصمة الاجتماعية.
وأكد الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن “العنف ضد المرأة يمثل أحد أقدم المظالم وأكثرها انتشاراً في تاريخ البشرية، ولا يمكن لمجتمع أن يوصف بالعدالة أو الأمان أو الصحة طالما أن نصف سكانه يعيشون في خوف”.
وأشار التقرير إلى أن التمويل المخصص لمكافحة العنف ضد المرأة ضعيف للغاية، حيث لم يحصل سوى 0.2% من إجمالي المساعدة الإنمائية العالمية على البرامج الموجهة لهذا الغرض في عام 2022، مع استمرار انخفاض التمويل خلال 2023.
ويحذر التقرير من العواقب الوخيمة للعنف، التي تشمل الحمل غير المقصود، الاكتئاب، والأمراض المنقولة جنسياً، مع تسجيل العنف في مراحل مبكرة من حياة الفتيات، إذ تعرّض 12.5 مليون فتاة مراهقة للعنف خلال العام الماضي وحده.
وبالرغم من هذه الصورة القاتمة، أبرز التقرير بعض النماذج الإيجابية في دول مثل كمبوديا، الإكوادور، ليبيريا، ترينيداد وتوباغو وأوغندا، التي طورت خطط عمل وطنية وتعزيز الخدمات للناجيات.
ودعا التقرير إلى إجراءات عاجلة وحاسمة، تشمل تعزيز برامج الوقاية المبنية على الأدلة، وتحسين خدمات الدعم للناجيات، والاستثمار في البيانات، وإنفاذ القوانين والسياسات التي تدعم تمكين النساء والفتيات، مؤكداً على ضرورة الالتزام الفوري من القادة لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات.