لم تعد تطبيقات الهواتف مجرد أدوات رقمية مساعدة، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة المستخدمين وهويات الشركات. ومع هذا التوسع، يظل أمان التطبيقات أحد أكبر التحديات، لا سيما في مراحل التطوير الأولى.
أظهر تقرير حديث صادر عن شركة «غارد سكوير» المتخصصة في حماية تطبيقات الأجهزة الجوالة، أن 61% من المطورين لا يدرجون الأمان إلا بعد بدء عملية التطوير، مما يفتح الباب لثغرات قد تضر بالتطبيق والمستخدمين. رغم إدراك 96% منهم لأهمية الأمان، لا يشعر سوى 52% بالثقة في إجراءاتهم الأمنية الحالية.
تُعزى هذه المشكلة بشكل رئيسي إلى ضيق المهل الزمنية ونقص الموارد، حيث أكد 53% أن فرقهم تواجه صعوبة في موازنة الأمان مع تسليم الميزات، ما يؤدي في الغالب لتأجيل تدابير الحماية إلى مراحل متأخرة أو عدم تنفيذها.
ويبرز التقرير التهديدات الأمنية الشائعة مثل الهندسة العكسية (43%)، إعادة التغليف (41%)، سرقة الملكية الفكرية (38%)، هجمات وقت التشغيل (35%)، ومخاطر فك الحماية (30%). هذه المخاطر قد تؤدي إلى خسائر مالية، أضرار سمعة، وانتهاكات لقوانين حماية البيانات كالـ«GDPR» و«HIPAA»، خصوصاً في القطاعات الحساسة كالرعاية الصحية والتمويل.
تؤكد الدراسة أن نهج معظم الفرق ما يزال تفاعلياً، إذ 46% منهم ينتظرون ظهور الثغرات في اختبارات الأمان قبل اتخاذ إجراء، بينما يقوم فقط 31% بإجراء نمذجة للتهديدات قبل التطوير. كما يعاني 32% من نقص أدوات المراقبة الفعالة بعد إطلاق التطبيق، ما يعرضهم لخطر اكتشاف الاستغلال متأخراً.
لذلك، توصي «غارد سكوير» بدمج الأمان منذ بداية التطوير، من خلال:
- اعتماد نمذجة تهديدات استباقية أثناء التصميم،
- أتمتة اختبارات الأمان ضمن عمليات التكامل والتسليم المستمر (CI/CD)،
- مراقبة مستمرة بعد الإطلاق،
- تعزيز التعاون والتدريب بين فرق التطوير والأمان.
التحول الثقافي واستخدام أدوات الأتمتة المتقدمة هما مفتاح ضمان تطبيقات آمنة، إذ يشعر 48% من المطورين بأن تدريبهم أفضل سيعزز من قدرتهم على تأمين التطبيقات.
في عصر تتزايد فيه التهديدات، لا بد من نقل الأمان من كونه عنصرًا ثانوياً إلى حجر أساس في تصميم التطبيقات، لضمان حماية المستخدمين وتحقيق الاستقرار التقني والاقتصادي للشركات.