اشتباكات ضارية وقعت في حلب بين القوات الحكومية وقسد

أعلنت قناة «الإخبارية السورية»، الثلاثاء، التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار في حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فيما أفادت تقارير إعلامية باستمرار سماع أصوات اشتباكات في محيط المنطقتين رغم الإعلان عن الهدنة.

قرر محافظ حلب، عزّام الغريب، تعطيل الدوام في جميع الدوائر الرسمية وتأجيل الامتحانات في مدارس وجامعات المدينة اليوم الثلاثاء، مع استثناء الجهات الطبية والخدمات الطارئة من القرار.

وقال قائد الأمن الداخلي في حلب، محمد عبد الغني، إن القوات الحكومية وضعت خطة لتأمين وتطويق مداخل الشيخ مقصود والأشرفية التي تُمرَّر عبرها الأسلحة والمواد الممنوعة إلى «قسد»، مؤكّدًا أن القوات تردّ على مصادر نيرانها، وأن حفر الأنفاق في الحيين مستمر، مع ضمان خروج المدنيين بأمان.

وفي بيان سابق، أوضحت وزارة الدفاع السورية، الاثنين، أن الجيش أعاد الانتشار على عدة جبهات في شمال شرق البلاد على تماسّ مع «قسد»، نافيةً أن يكون ذلك تمهيدًا لعمل عسكري، ومشددةً على أن الخطوة تهدف لمنع الهجمات ومحاولات السيطرة على أراضٍ جديدة. ونقلت «سانا» عن الوزارة التزامها باتفاق العاشر من آذار وعدم وجود نية لعمليات عسكرية.

وأفاد شهود بإغلاق الجيش حيين تسيطر عليهما «قسد» في حلب ما أثار احتجاجات متفرقة، مع استمرار اشتباكات متقطعة على الأطراف؛ وقال سكان إن قذائف صاروخية أُطلقت من داخل الحيين أصابت مناطق سكنية مجاورة. وذكر مصدر أمني مقتل ضابط أمن في هجوم على نقطة تفتيش، فيما قال مقاتلون أكراد مرتبطون بـ«قسد» إنهم صدّوا هجومًا للقوات الحكومية. وأكد سكان فرار عشرات العائلات من الحيين طلبًا للأمان.

وكانت «سانا» قد تحدثت عن مقتل عنصر من قوات الأمن الداخلي وإصابة أربعة آخرين جراء استهداف حواجز في محيط الشيخ مقصود، ووصول عدد من الجرحى المدنيين إلى مستشفى الرازي نتيجة قصفٍ طال أحياءً في محيط الشيخ مقصود والأشرفية، وانتشار قناصة تابعين لـ«قسد» على أسطح مبانٍ في المنطقتين. كما أُصيبت سيدة في حي الشيخ طه برصاص قنّاصة، وسُجّلت إصابات بين مدنيين — بينهم نساء وأطفال — في الميدان وبستان الباشا، في حين قُتل مدني وأُصيب أربعة بقصف صاروخي على حي سيف الدولة.

وفي سياق متصل، أوضح مصدر عسكري أن الجيش اكتشف نفقًا لـ«قسد» يربط مواقعها بمنطقة خلف تمركزات الجيش والأمن قرب الأشرفية وتمّ تفجيره. وبعد ذلك — بحسب المصدر — أرسلت «قسد» عناصر بلباسٍ مدني للاشتباك بالعصي والحجارة مع حواجز الأمن الداخلي لتشتيت الانتباه، قبل أن تتسلل مجموعات مسلحة وتستهدف الحواجز، ما دفع الجيش إلى نشر نقاط تفتيش وإغلاق الطرق المؤدية إلى الأحياء وإعادة الانتشار حول الشيخ مقصود والأشرفية.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، في تصريحٍ سابق الثلاثاء، إن «قسد» تسعى لتحويل حيي الأشرفية والشيخ مقصود إلى «ثكنات عسكرية» تُشنّ منها هجمات على المدنيين.

البحث